توفيت، اليوم الجمعة، الرضيعة غدير بريكة، في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، متأثرة بمضاعفات سوء التغذية الناجم عن الحصار الصهيوني الممنهج، ونقص الحليب والعلاج.
وذكر مصدر طبي أن الرضيعة كانت تعاني منذ ولادتها من ضمور واعتلال في الدماغ وشلل دماغي، غير أن غياب العلاجات الأساسية وتفاقم التجويع سرّعا من تدهور حالتها حتى فارقت الحياة.
والدة الطفلة، وفق المصدر ذاته، تعاني بدورها من سوء تغذية، ما جعل مهمة رعاية الرضيعة في ظل الظروف المأساوية شبه مستحيلة.
بينما أوضح والدها، أشرف بريكة، أن ابنته توفيت بسبب نقص الحليب، مؤكدا أنه بحث عنه في الأسواق دون جدوى، وحتى إن وُجد فإن أسعاره باهظة ولا قدرة له على شرائه.
وتداول ناشطون صورًا مؤلمة للطفلة غدير وقد بدت عليها بوضوح علامات الهزال الشديد وبروز العظام نتيجة الجوع ونقص العلاج، في مشهد يلخص معاناة آلاف الأطفال في غزة تحت الحصار.
الحصيلة في ارتفاع مستمر
وبوفاة غدير، ارتفعت حصيلة وفيات سوء التغذية في قطاع غزة منذ أكتوبر 2023 إلى 272 ضحية بينهم 113 طفلًا، وفق مصادر طبية.
وتحذّر منظمات أممية من أن استمرار منع إدخال المساعدات وتقييدها قد يؤدي إلى وفيات جماعية بين الأطفال، خصوصًا مع الانهيار الكامل للمنظومة الصحية.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أنه رغم تكدس شاحنات الإغاثة على مداخل القطاع، يواصل الاحتلال الصهيوني منع دخولها أو التحكم في كمياتها وتوزيعها بشكل لا يغطي سوى جزء ضئيل من الاحتياجات.
ويأتي هذا في وقت يواجه فيه سكان غزة مجاعة ممنهجة وإبادة جماعية متواصلة منذ أشهر، خلّفت حتى الآن أكثر من 62 ألف شهيد و157 ألف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء.
المجاعة في غزة.. كارثة موثّقة دولياً
وفي سياق متصل، أكد تصنيف دولي لانعدام الأمن الغذائي، تشارك فيه الأمم المتحدة، حدوث المجاعة بالفعل في محافظة غزة، مع توقع انتشارها إلى محافظتي دير البلح وخان يونس بحلول نهاية سبتمبر المقبل.
التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي أوضح أن أكثر من نصف مليون شخص في القطاع يواجهون ظروفًا كارثية، أي المرحلة الخامسة من التصنيف، والتي تعني الجوع الشديد والموت والعوز الحاد.
كما يواجه أكثر من مليون شخص المرحلة الرابعة (الطارئة)، وقرابة 400 ألف المرحلة الثالثة (الأزمة).
وتوقع التقرير الأممي أن يتدهور الوضع بسرعة خلال الفترة المقبلة ليواجه نحو ثلث سكان القطاع (641 ألف شخص) ظروفًا كارثية تعادل المجاعة، بفعل استمرار الحصار وتشديد القيود على دخول المساعدات، وتفاقم النزوح، وانهيار الخدمات الأساسية.
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش شدد على أن "المجاعة في غزة ليست لغزًا، بل كارثة من صنع البشر"، مؤكداً أن الاحتلال الصهيوني يتحمل مسؤولية مباشرة بحكم القانون الدولي بضرورة ضمان وصول الغذاء والدواء إلى السكان.
وقال غوتيريش: "الأطفال يموتون جوعًا، الناس يتضورون، والعالم يفشل. لا مزيد من الأعذار، والوقت للعمل هو الآن".