2025.07.17
قصاصات لاجئة
الأسير المُحرَّر \

الأسير المُحرَّر "أسامة محمد علي أشقر" (2)


تُعرف الشاعرة الفلسطينية "نهى شحادة عودة" في المجتمع الأدبي العربي باسم "ياسمينة عكَّا"، أبصرت النور في مُخيّمات اللاجئين في لبنان ذات يوم مُندسٍّ بين أعوام ثمانينيات القرن الماضي، وتعود أصولها إلى قرية شعب في قضاء عكّا بفلسطين.. هي ناشطة ومناضلة من أجل الحفاظ على الثقافة والذاكرة الفلسطينية وضمان توريثها لأجيال اللاجئين.. نشرت رواية واحدة وعددا من الدواوين الشعرية، وخصّت جريدة "الأيام نيوز" بمجموعة من القصاصات التي أودع فيها الأسرى المُحرّرون الفلسطينيون بعض ذكرياتهم في رحلة العذاب..

في عام 1993 دخلت السلطة الفلسطينية إلى الضفة الغربية، وكان دخول "أبو عمار" (ياسر عرفات)، ومنظمة التحرير، ومئات الآلاف من المُهجّرين الفلسطينيين فرحةً لا توصف للشعب الفلسطيني. فقد تدفّق الناس في الشوارع يحتفلون بهذا الحدث العظيم، وكنّا جزءًا من الاحتفال وفرحة الناس، حيث نزلنا إلى مدينة طولكرم وإلى محافظات فلسطينية أخرى، وشاركنا في الاحتفالات التي أقيمت بهذه المناسبة فرحًا بعودة كثيرين من أبناء وطننا وبقائدنا "أبو عمار".

أجواء النضال والمقاومة والثورة كانت تعمّ المدارس، وكنت مع غيري من التلاميذ في مدرستنا نحاول صُنع الأسلحة البسيطة ونقوم بما كنّا نراه نضالا.. وظلّت الروح الثورية متوهّجة في أعماقي منذ زمن المدرسة إلى أن أنهيت دراستي الثانوية.

وفي سياق الحديث، أذكر بأنني كنت ولا أزال من مُحبّي كرة القدم، وكنت لاعبًا جيدًا، كما لا أزال أمارس الرياضة ولا أستطيع التخلّي عنها.

في الثانوية العامة، في مدرسة طولكرم الصناعية، عشنا فترة هادئة إلى حدٍّ ما تحت ظلال السلطة الفلسطينية. واستطعنا أن نواصل مشوارنا الدراسي في أجواء "صحيّة" ولكن ليس تمامًا، فليس هناك إنسانٌ يستطيع أن يعيش حياةً طبيعية ووطنه تحت نير الاحتلال.

إلى غاية عام 2000، يُمكن القول بأن حياتنا عرفت استقرارا لم نعرفه من قبل.. وبعد إنهاء دراستي الثانوية، التحقتُ بدورة لجهاز الأمن الوقائي في الأجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية، وذلك في شهر آب/ أوت من العام نفسه (2000).

كانت الدورة في "أريحا"، بتوجيه من "أبي عمار" إلى إقامة دورات عسكرية لتدريب شبيبة "فتح" على السّلاح. وفي يوم 28 - 9 -2000، وصلنا نبأ اقتحام المجرم "شارون" للمسجد الأقصى.

يتصفحون الآن
أخر الأخبار