2025.07.17
فسيفساء
منبر أدباء بلاد الشام

منبر أدباء بلاد الشام


الوثيقة الأساسية: لمنبر أدباء بلاد الشام

انطلاقاً من إدراكنا بأهمية رسالتنا الثقافية النبيلة، ومهماتنا الإبداعية السامية، فإننا نحن الأدباء والكتاب الموقعين أدناه، المنتمين نسباً وأدباً إلى إقليم بلاد الشام المبارك، مسرى محمد ومهد المسيح عليهما السلام، بحدوده التاريخية، والمؤتلفين بانسجام واهتمام في إطار جماعة "منبر أدباء بلاد الشام" التي أعلن عن تأسيسها في بيت لحم الشاعر محمد شريم وذلك في الثاني من تموز عام ألفين وتسعة عشر للميلاد، نؤكد انتماءنا إلى منبرنا وإيماننا بالعمل الثقافي والعطاء الإبداعي من خلاله بناء على الأسس التالية:

1) جماعة "منبر أدباء بلاد الشام" هي جماعة ثقافية مستقلة، وليست لها أية اصطفافات على أسس سياسية أو حزبية أو طائفية أو مذهبية أو محلية أو اجتماعية.

2) استقلالية المنبر كجماعة أدبية لا تمنعه من التأكيد على وجوب أن يؤدي كل عضو من أعضائه رسالته الثقافية النبيلة على المستوى الوطني والقومي والإنساني في التعبير عن آلام الناس وآمالهم، وفي نصرة المكلومين والمظلومين، والوقوف إلى جانب الحق والعدل بالكلمة المعبرة والموقف الشجاع.

3) يحرص أعضاء المنبر على إيلاء القضايا التي تهم بلاد الشام والوطن العربي على مختلف الصعد وفي كافة المجالات أهمية خاصة في إبداعاتهم الأدبية، وعلى رأس تلك القضايا القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب الأولى.

4) نؤكد على أن بلاد الشام - كما هي مرسومة في أذهاننا ومخطوطة في تاريخنا - وحدة ثقافية وإقليمية واحدة، بعيداً عن عوامل التجزئة التي فرضت حضورها على واقع الإقليم الذي هو جزء من الوطن العربي الكبير.

5) من الضرورة التأكيد على أهمية اعتزازنا بهويتنا العربية الإسلامية والمسيحية، دون التقليل من شأن إخواننا الذين يشاركوننا وطننا ويعتزون بهوياتهم الثقافية الأخرى.

6) اللغة العربية الفصحى هي لغتنا الأساس ووعاء ثقافتنا، ومن واجبنا أن نعمل على نشرها، وأن نبدع من خلالها، مع الأخذ بعين الاعتبار وجود أنماط من الإبداع الثقافي التي تعتمد على اللهجات المحلية المحكية.

7) نتفق جميعاً على أن الأدب فضاء حر، من حق الأديب أن يعبر من خلاله عن آرائه وأفكاره ضمن نطاق الحرية الواعية والمسؤولة.

8) من حق الأديب أن يختار القالب الإبداعي الذي يراه مناسباً، ويجده ملائماً، للإفصاح من خلاله عن أفكاره والتعبير عن مشاعره، ولا نفضل قالباً إبداعياً على آخر، فالشعر في نظرنا كالنثر، والقصيدة مثل الخاطرة، والقصة كالحكاية، والرواية شبيهة النص المسرحي.

9) القصيدة العمودية ركن أساس في تاريخنا الإبداعي، وحاضرنا الأدبي، وواقعنا الثقافي، ومن المناسب أن نوليها أهمية خاصة، وذلك إلى جانب احترامنا للأنماط الشعرية الأخرى المعترف بها من قبل نقاد الأدب والشعر.

10) تراثنا الثقافي في هذه البلاد متجذر وخصب، ومن الواجب أن نستلهم من هذا التراث في أعمالنا الإبداعية ما يعطيها بعداً معنوياً وقيمة جمالية.

11) نقر بوجوب أن يعمل كل منا بجد وجهد واجتهاد في سبيل الرفع من شأن المنبر، ولأجل تقديم ما يمكنه تقديمه للمنبر كجماعة وأعضاء من خدمات، مع ضرورة الالتزام بتعليمات منبر أدباء بلاد الشام وبنظامه الداخلي.

والله ولي التوفيق،

(الهيئة العامة الإقليمية للمنبر)

شعر: سارة خير بك - عضو الهيئة العامة الإقليمية لمنبر أدباء بلاد الشام.

بلاد الشعر!

[تحياتي أيها الإخوة الأعزاء أعضاء المؤتمر، لقد رأيت أن أقدم مداخلة منظومة في مؤتمرنا لأؤكد فيها على انتمائي كشاعرة تعتز ببلادها بلاد الشام .. وهي بعنوان: بلاد الشعر – سارة خير بك]

أنا من بلاد الشعر من أرض الأوَلْ

وبكل قافية سأشرق بالأملْ

من فطرة بفم المعري نلتها

وعلى لساني صادح بدوي الجبلْ

أنا من بلاد الشام فخر عروبةٍ

والحرف من أعلى مراتبها نزَلْ

من طهر جلٍّق والزمان إمارةٌ

في تاجها الشرف الرفيع فلا تسَلْ

ان قلتَ باسمي فالمعاني كلها

تنبيكَ معناي الذي لم ينفَصِلْ

عن كل مكرمة تزاحم اختها

فأنا الأميرة فيَّ تُخْتَصَرُ الجْمَلْ

طوعا قوافي الشعر تأتيني إذا

ناديت قافيتي تهب على عجلْ

فحفيدة الزبّاء -قد شهدت لها

كل المنابر- سوح تونسَ- والجبلْ

انا في النزال الحر أنصب رايتي

في الشعر فارسة ومضرب للمثلْ

شامية ورثت عبير قصيدها

من حرف شمرا نور عكا لم يزلْ

من هطل لبنان الأشم ومزنه

من أردن المجد التليد وما أفلْ

ماهمني قطر السما ورذاذه

لو أطبقت سحب فلن اخشى البللْ!

بقلم: سمر أحمد تغلبي - عضو اللجنة التنسيقية العليا لمنبر أدباء بلاد الشام، أمين سر منبر أدباء الشام – سورية.

منبرنا والأشكال الشعرية

في غمرة تلاطم الأفكار وتبادل الادعاء بامتلاك مفاتيح الشعر ونواصي الإبداع، يجد منبر أدباء بلاد الشام نفسه واقفاً وسط هذه المعمعة ملتزماً النأي بالنفس عن كل هذه الصراعات التي لا يقع ضحيتها إلا الشعر الذي يتعلق الجميع بأذياله.

ولكن النأي بالنفس لا يعني أننا لا نمتلك موقفاً ثابتاً حول ما يختلف عليه أنصار الأشكال الشعرية المختلفة، فمع أن الجميع يدرك أن "المنبر" لا ينحاز لشكل شعري دون آخر، لكن لا يمكن أن ننفي أن الشعر الذي كان ديوان العرب إنما هو الشعر العمودي ذو الشطرين، ففي مرحلة ما من مراحل التاريخ كان الشعر حاملاً لما يجري من أحداث في ميدان الحرب والسلم على حد سواء، وفي هذه المرحلة كان الشعر العمودي ينساب من ألسنة العرب بليغاً مطواعاً مموسقاً دون تكلف، ما جعل منه أداة التعبير الأساسية عن الأحداث إضافة لدوره اللغوي والجمالي.. لكن التطور الذي طرأ على عمليات التأريخ جعلت دور الشعر في هذا السياق يتراجع نوعاً ما، فبات التوثيق في الشعر مكملاً لما يتم تدوينه بحضور الوثيقة التاريخية... وأصبحت الوظيفة اللغوية والجمالية هي الأساس، ما جعلها سريعة التطور، فنشأ الشعر التفعيلي بصفته ابناً شرعياً للقصيدة العمودية حيث لم يخرج عن تفعيلاتها، وإنما يختلف عنها بعدد التفعيلات في المقطع الشعري الواحد. ثم مع انتشار الترجمة وتأثر بعض الأدباء بالأدب العالمي ظهر ما يسمى بالشعر النثري الذي يتفلت من كل الضوابط الإيقاعية ليعلن إبداعه بالصورة الشعرية.

   وإذ ينطلق المنبر من ديوان العرب فإنه لا ينكر شعر التفعيلة باعتباره شكلاً إبداعياً متفرعاً عن شعر الشطرين، كما لا يمكنه إنكار النثر الإبداعي الذي تعلو إيقاعاته الداخلية وصوره الشعرية ليصل إلى ذائقة القارئ إبداعاً مغايراً.

فالإبداع يفرض نفسه أينما وُجد.

بقلم: فرحان الخطيب - مساعد المنسق العام لمنبر أدباء بلاد الشام، رئيس منبر أدباء الشام – سورية.

"منبر أدباء بلاد الشام".. والقصيدة العمودية المشتركة

منذ أن انطلق منبر أدباء الشام على يد الأديب الشاعر محمد شريم وهو يحاول ويجتهد على أن يضم خيرة الأدباء والشعراء من بلاد الشام من أصحاب الكلمة الصادقة والانتماء العروبي تليده وطريفه والمتجذر بقيم الحق والخير والجمال، والمتعانق مع إنسانية الإنسان، وقضاياه المصيرية العادلة، وما أكثرها في بلادنا العربية وخاصة بلاد الشام، ما حدا بالصديق المنسق العام للمنبر الأستاذ شريم أن يقترح علينا تأليف القصيدة العمودية المشتركة الأولى، والتي تتضمن موضوعاً مهما واحدا، بمشاركة عدد من شعراء بلاد الشام، وكان لي الشرف برئاسة اللجنة الخاصة لتأليف هذه القصيدة، وكان موضوعنا الأول عن معاناة أسرانا في سجون الاحتلال، ونظمت مطلعها :

ضج الأسير وضاقت الأغلال.. ما كل أوجاع الأسير تقال!

وقد شارك بتأليف هذه القصيدة ما يقارب العشرين شاعرة وشاعرا..

وتتالت القصائد العمودية المشتركة، حيث تناولت مواضيع وقضايا هامة حملت هذه العنوانات :

ضج الأسير، يا منبر الأدباء، يا أمة القدس، هذي بلاد الشام، من قاسيون إلى الجزائر، يا جلق الشام، وآخرها: غيث السويداء فلتهطل على الشام..

ونشرت هذه القصائد في العديد من الصحف والمواقع العربية كالجزائرية والسورية واللبنانية والفلسطينية وغيرها، ونخص بالشكر الصحف الجزائرية التي كان لها الفضل الأكبر في نشر هذه الإبداعات..

ولقد تناوبت والصديق الشاعر محمد شريم على كتابة مطلع القصائد والخاتمة، وشارك في هذه القصائد أكثر من سبعين شاعراً منبرياً من سورية ولبنان وفلسطين والأردن، وأبدعوا وتألقوا، وهم حسب الحروف الأبجدية :ابتسام البرغوثي، إبراهيم أسعد، ابراهيم هاشم، أحلام غانم، أحمد سرحان، اسامة الحمود، إسماعيل جاد الله ركاب، آلاء عباس مسلماني، آمال خضور، إياد القاعد، إياد شماسنة، د. بشار عريج، تغريد بو مرعي، جابر البطة، القس جوزيف إيليا، جدعة أبو فخر، جرار غريب، حسام السبع، حسام هرشة، حسان عربش، حسن حمود العك، حمودة الجبور، حياة قالوش، خالد شوملي، خلود فرحات، خلود قدورة، خلود كريمو، خليل حسين إطرير، ربيعة غانم، رنا صالح، رولا ماجد، ريما كامل البرغوثي، زينب عبد الباقي، سارة خير بك، د. سامي عوض الله البيتجالي، سامي مهنا، سمر أحمد تغلبي، سميرة فرحات، عباس حيروقة، عبد الله سكرية، عبد الحميد ملحم، عبد الكريم الحمصي، عبد الكريم أبو الشيح، عبلة تايه، عدنان برهم، عروبه الباشا، عزام سعيد عيسى، علوش عساف، علي البتيري، فاتن ديركي، فارس دعدوش، فايز عز الدين، فرحان الخطيب، فريدة الجوهري، قحطان بيرقدار، ليلاس زرزور، لينا الخطيب، لينا المفلح، ماجدة أبوشاهين، مارون ماحولي، محمد بشير دحدوح، محمد شريم، د. مرام دريد النسر، مردوك الشامي، مروان زين الدين، مريم الصيفي، ناهده شبيب، نزار ابوراس، نزار الشوفي، هدى ميقاتي، هيام الأحمد، هيلانة عطالله، وائل أبو يزبك، وسام الشاقي.

   نتمنى لمنبرنا مزيدا من النجاح والتقدم والألق بصحبة الأدباء والشعراء الذين نعتز بانضمامهم لمنبرنا الثقافي الشآمي العروبي الأصيل ..

بقلم: محمد العويسات - عضو اللجنة التنسيقية العليا، عضو مجلس إدارة المنبر في فلسطين.

منبرنا وأصالة اللغة..

وينطلق منبر أدباء بلاد الشّام معلنا أهدافه الجليلة التي تتمحور حول النّهوض بالأدب في الشّام مكرّسا وحدة أدبائه، ووحدة مهامّهم في بعث الوعي الذي ينقذ البلاد ممّا هي فيه من خلال الكلمة الصّادقة المؤثّرة، سواء أكانت شعراً أو نثراً، التي تنعتق من قيد القطريّة، وتحصّن نفسها من التّشتّت الذي يجعل كلّ الجهود هباء منثورا..

لهذا لا بدّ من الغوص في دقائق أمور اختزلتها أهداف منبرنا العامّة، ولم تغفل عنها هيئته ولا أظنّها تغيب عن الأدباء الأجلاء الملتحقين به، ومنها بل على رأسها لغتنا العظيمة، التي لا تخصّ الشّام وحده، بل هي لغة أمّة العرب كافّة في الماضي والحاضر والمستقبل، والحديث فيها أو عن حقّها هو تذكير بأمر من بَدَهِيّات الأدب، وهو من باب ذكّر فإنّ الذّكرى تنفع المؤمنين، فلربّما يكون هناك غافل، مستغرق في استحضار أهداف المنبر الجليلة التي تعدّ من أسس البناء ودواعي الوجود، فوجب التّذكير بأنّ اللّغة هي المادّة التي يصاغ بها كلّ لون من ألوان الأدب، وهي أيضا اللّبوس أو الثّياب التي تجمّله وتزيّنه وتقدّمه لمتذوّقيه ومحبّيه على أحسن صورة وألذّ مذاق، وفوق هذا فلغتنا هي لغة الأدب بامتياز.

من هنا أرى أنّ من أولويات المنبر المحافظة على لغتنا الأدبيّة الجميلة، من صرفها ونحوها وبيانها وبلاغتها ودلالاتها وعروضها، فما أجمل أن يكون منبر أدبائنا أصيلا بلغته، يعبّر بها عن أجلّ القضايا بأجمل الأساليب، وعظمة القضايا التي يتناولها أدباؤنا الغُرّ تقتضي لغة تزيدها هيبة ووقارا، ولا يعني هذا غضّ الطّرف عن تراث عظيم مصوغ بلهجات محكيّة، من مثلٍ وقصٍّ وحكايات وغيرها، فهذه فيها مخزون حضاريّ ثقافيّ لا يمكن تجاوزه، فإن لم يعنّا عليه التّناصّ والاقتباس، فلن تعيينا فصحنته، دون أن نستلب مضامينة أو ننتقص من جماله، فالأدب هو خزان ثقافتنا، وهو الوثيقة لكلّ مظهر في حياة مجتمعاتنا وأمّتنا، ولن تتحقّق أهدافه في النهوض بالوعي والهمم والتغيير دون الالتفات للموروث، وجزء من الفنّ والحذاقة تفصيل اللّغة لاستيعاب هذا الموروث. فاللّغة اللّغة، فإنّها السّرّ في النّجاح والوصول بالأدب إلى مبتغاه.

وآمل أن يكون في المنبر من يقف على لغته، أو على المنبر من يقرع الشّنان لكلّ من يلحن.

ودمتم بعطاء.

يتصفحون الآن
أخر الأخبار