قام وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، اليوم الأربعاء، بزيارة ميدانية إلى حقل تين فويي تابنكورت في أقصى الجنوب الشرقي للبلاد، حيث وقف على مدى تقدم الأشغال الجارية لتطوير هذا المشروع الغازي الاستراتيجي.
وأكد الوزير خلال هذه الزيارة على الأهمية المحورية التي يكتسيها الحقل في تعزيز القدرات الوطنية للتصدير وضمان أمن الجزائر الطاقوي، مشدداً على ضرورة تسريع وتيرة الإنجاز لمواكبة الطلب المتزايد على الغاز الجزائري في الداخل والخارج.
ويُعد تين فويي تابنكورت واحداً من أهم الحقول الغازية في الجزائر، ويقع بين ولايتي إليزي وورقلة، حيث يشكل منذ عقود أحد ركائز منظومة الغاز الوطني بفضل احتياطاته الضخمة وإنتاجه المستقر.
وتشير التقديرات إلى أن الاحتياطيات المؤكدة للحقل تصل إلى نحو 146 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، أي ما يعادل أكثر من 5 تريليونات قدم مكعب، فيما يبلغ معدل الإنتاج اليومي حوالي 575 مليون قدم مكعب، ما يضعه ضمن أهم مصادر الإمداد الطاقوي في البلاد.
ويُدار الحقل ضمن شراكة تجمع بين سوناطراك التي تملك نسبة 51 بالمائة، وشركتي توتال إنرجي الفرنسية وريبسول الإسبانية.
مشاريع تطويرية واسعة
وقد أسفرت هذه الشراكة عن إطلاق مشاريع تطويرية واسعة خلال السنوات الأخيرة، من بينها حفر 35 بئراً جديدة ومد شبكة أنابيب بطول يفوق 150 كيلومتراً، إلى جانب توقيع اتفاق مع الشركة الإيطالية أركاد لإنجاز وحدة ضغط منخفض وربط 24 بئراً إضافية.
وتستهدف هذه المشاريع الحفاظ على إنتاج يقارب 11 مليون متر مكعب يومياً ورفعه تدريجياً ليبلغ 100 ألف برميل مكافئ يومياً بحلول سنة 2026.
وتبرز أهمية هذا الحقل في سياق دولي متقلب، إذ يشهد سوق الطاقة العالمي تحولات كبيرة منذ اندلاع الأزمة الروسية-الأوكرانية، ما زاد من اعتماد أوروبا على الغاز الجزائري كبديل لإمدادات موسكو.
وفي هذا الإطار، يمثل تين فويي تابنكورت ورقة استراتيجية رابحة للجزائر، ليس فقط كمصدر للإنتاج، بل كأداة لتعزيز حضورها في أسواق الطاقة وترسيخ دورها كفاعل رئيسي في ضمان التوازن الطاقوي الإقليمي والدولي.

