شهد قطاع الكهرباء في تونس رقمًا قياسيًا في حجم الإنتاج خلال شهر ماي2025، حيث بلغ إجمالي الكهرباء المنتجة نحو 7065 غيغاواط/ساعة، بحسب ما كشفه التقرير الشهري للمرصد الوطني للطاقة والمناج.
ورغم هذا الارتفاع، سجّل الإنتاج الموجه نحو الاستهلاك الداخلي انخفاضًا بنسبة 2% مقارنة بنفس الشهر من السنة الماضية، ما يعكس ضغطًا متزايدًا على منظومة الإنتاج المحلي.
وساهمت الجزائر بدور أساسي في تأمين جزء معتبر من حاجيات تونس الطاقوية، حيث ارتفعت نسبة اعتماد الأخيرة على واردات الكهرباء الجزائرية إلى 11% من إجمالي الاستهلاك الوطني.
وبحسب نفس التقرير، فقد بلغت واردات تونس من الكهرباء من كل من الجزائر وليبيا معًا قرابة 849 غيغاواط/ساعة، ما يؤشر على أهمية الربط الكهربائي الإقليمي في ضمان توازن الشبكة التونسية.
أما بخصوص مزيج توليد الكهرباء، فقد أوضح تقرير المرصد الوطني للطاقة والمناجم أن الغاز الطبيعي لا يزال يشكل المصدر الطاغي على المنظومة الكهربائية التونسية، حيث أسهم بنسبة 94% من الإنتاج خلال شهر ماي 2025.
وتمثل هذه النسبة ما يعادل 6523 غيغاواط/ساعة من أصل 6678 غيغاواط/ساعة تنتجها الشركة التونسية للكهرباء والغاز، حسبما أفادت به منصة الطاقة المتخصصة.
وفي المقابل، لا تزال مساهمة الطاقات المتجددة محدودة نسبيًا، رغم النمو المسجل في السنوات الأخيرة. فقد أنتجت الطاقة الشمسية خلال الشهر المذكور نحو 15 غيغاواط/ساعة فقط، في حين لم تتجاوز مساهمة الطاقة المائية 3 غيغاواط/ساعة.
أما فيما يخص التوليد الخاص، فقد بلغت مساهمة الطاقة الشمسية المنتجة من قبل المستثمرين الخواص حوالي 20 غيغاواط/ساعة، إضافة إلى 105 غيغاواط/ساعة من قبل المنتجين الذاتيين، و40 غيغاواط/ساعة عبر عمليات التبادل الطاقوي مع دول الجوار.
ويأتي هذا الأداء في سياق تراجع استهلاك الكهرباء على المستوى الوطني خلال عام 2024، حيث انخفض الطلب إلى 23.33 تيراواط/ساعة، مقارنة بـ23.79 تيراواط/ساعة في 2023، وفقًا لبيانات وحدة أبحاث الطاقة التابعة لمنصة الطاقة المتخصصة.
كما تراجع متوسط استهلاك الفرد من الكهرباء إلى 1.9 ميغاواط/ساعة سنويًا، مقابل 1.95 ميغاواط/ساعة في العام الذي سبقه، ما يعكس تغيّرًا طفيفًا في سلوك الاستهلاك الطاقوي أو تأثيرات محتملة للظرف الاقتصادي.
وفي نظرة أوسع على مزيج توليد الكهرباء في تونس خلال عام 2024، فإن الغاز الطبيعي لا يزال يحتل الصدارة بنسبة 95.01%، رغم تراجعه للعام الثاني على التوالي، في حين توزعت النسب الأخرى على النحو التالي: الطاقة الشمسية 2.35%، وطاقة الرياح 1.58%، والطاقة الكهرومائية 0.05%، أما المصادر الأحفورية الأخرى فلم تتعد 1.01%.
ويعكس هذا الواقع الطاقوي التونسي تحديات واضحة في تنويع مصادر الطاقة وتعزيز استقلالية المنظومة الكهربائية.
وبينما تلعب الجزائر دورًا داعمًا في تموين تونس بالكهرباء، يبقى من الضروري لتونس تسريع وتيرة الاستثمار في الطاقات المتجددة، خاصة الشمسية والريحية.
