2025.07.17
تقارير
\

"الفاف" تصطاد العصافير النادرة في أوروبا وجنوب إفريقيا


باشر الاتحاد الجزائري لكرة القدم تنفيذ خطة استراتيجية تهدف إلى إعادة بناء المنتخبات الوطنية السنية، من خلال استقطاب المواهب الجزائرية المهاجرة المنتشرة في مختلف دول العالم، خاصة في أوروبا وجنوب إفريقيا.

وتأتي هذه الخطوة في وقت حرج تمر فيه الكرة الجزائرية، وسط تراجع نتائج المنتخبات الشبانية على المستوى القاري والدولي، ما دفع الفاف إلى التحرك لإعداد جيل جديد يكون بمثابة نواة مستقبلية للمنتخب الأول.

وتركّز الاستراتيجية الجديدة للاتحاد على تكوين قاعدة شبانية قوية ومهيكلة، قادرة على المنافسة قاريًّا ودوليًّا.

وتسعى الفاف إلى الاستفادة من التكوين الأوروبي المتميز الذي يتلقاه اللاعبون مزدوجو الجنسية في الأكاديميات الكبرى، وذلك بدمجهم ضمن المنتخبات الوطنية للفئات العمرية، مع مراعاة تأهيلهم فنيًّا وذهنيًّا وفقًا للهوية الكروية الجزائرية.

تغييرات على مستوى الطاقم الفني

في إطار هذه الاستراتيجية، عيّن الاتحاد الجزائري المدرب علي موسر مديراً فنيًّا للفئات السنية، من أجل توحيد الرؤية الفنية والعمل على تطوير الأداء الفردي والجماعي للاعبين.

 كما تم تعيين محسن حيمور كشافًا متخصصًا في اكتشاف المواهب الجزائرية خارج الوطن، ليشكل جزءاً أساسيًّا من الجهاز الفني الجديد المكلف بإعادة بناء منتخبات الشباب.

مواهب تحت المجهر في ألمانيا

تمثل ألمانيا أحد أبرز المحاور في مشروع استقطاب المواهب الجزائرية، نظراً لتعدد اللاعبين ذوي الأصول الجزائرية في أنديتها وتفوق منظومتها التكوينية. وقد نجحت الفاف في إقناع ريان زيدان، لاعب باير ليفركوزن البالغ من العمر 15 عامًا، بالانضمام مبدئيًّا إلى صفوف منتخب الجزائر للشباب.

ويُعد ريان من أبرز المواهب في أكاديمية النادي الألماني، ويتميز بأسلوب لعبه الفني وتفوقه في وسط الميدان الهجومي.

كما تشمل القائمة مجموعة أخرى من اللاعبين الذين تجري معهم مفاوضات متقدمة، على غرار إلياس الحاج صافي من بايرن ميونيخ، ومالك غروج لاعب فريق أولم 1846، وبلال داو مدافع آينتراخت فرانكفورت، إضافة إلى الثنائي أيوب أسمور وإسلام متين من نادي هولستن كيل، والمدافع إلياس بن قارة الذي ينشط في بوروسيا دورتموند ويُعدّ من أبرز المدافعين في فئته العمرية.

جهود موازية في إنجلترا

بالتوازي مع المحور الألماني، تعمل الفاف على استقطاب عدد من اللاعبين في إنجلترا، حيث تنشط جالية جزائرية واسعة، ويزخر الدوري الإنجليزي بالمواهب ذات الأصول الجزائرية. ومن بين الأسماء البارزة، زايد بتقة لاعب برمنغهام سيتي الذي أبدى موافقته المبدئية على تمثيل الجزائر، بالإضافة إلى دين بن عامر لاعب كريستال بالاس، الذي يمتلك جنسية مزدوجة جزائرية ولاتفية، ويُعد من المواهب الواعدة في مركز الوسط الهجومي.

كما تشمل المتابعة كلا من أيمن بن عروس، لاعب بريستول سيتي، والذي يملك خبرة أكبر في المنافسات الإنجليزية، ونزيم بن شايطة، لاعب فولهام، الذي يُصنف أحد أفضل المواهب في الفئات السنية.

اكتشاف لافت في جنوب إفريقيا

ضمن توسعها نحو آفاق جديدة، تلقت الفاف تقارير مشجعة بشأن موهبة جزائرية ناشئة تنشط في جنوب إفريقيا، ويتعلق الأمر باللاعب إسلام عبد الرحماني، من مواليد 2010، والذي يُعد من أبرز المواهب في أكاديمية سوبر سبورتس.

يتميز إسلام بقدرات فنية عالية، ويلعب في منصب وسط ميدان هجومي، ويملك قدمًا يسرى مميزة جعلت الكثيرين يشبهونه برياض محرز، لا سيما أنه يعبّر باستمرار عن رغبته الكبيرة في تمثيل الجزائر على حساب جنوب إفريقيا، التي يحمل جنسيتها الثانية.

الطموحات المستقبلية

تهدف هذه الخطة إلى خلق قاعدة صلبة من اللاعبين الشباب المؤهلين للمنافسة في المحافل القارية والدولية.

وتطمح الفاف من خلال هذا المسار إلى الارتقاء بمستوى الأداء العام للمنتخبات السنية، وتحقيق نتائج ملموسة في البطولات القادمة، مع فتح الباب أمام جيل جديد قادر على تمثيل المنتخب الأول بكفاءة خلال السنوات القادمة.

وتُمثل هذه الخطوة نقلة نوعية في طريقة تعاطي الاتحاد الجزائري مع ملف المنتخبات الشبانية، حيث أظهرت الاستراتيجية الجديدة رغبة واضحة في إرساء عمل احترافي قائم على الاستقطاب الذكي والتكوين الموجه.

وإذا استمرت الجهود على هذا المنوال، فمن المنتظر أن تعرف الكرة الجزائرية نقلة نوعية في أدائها وهيبتها قاريًّا ودوليًّا، مع بروز جيل جديد يحمل في طموحه وإمكاناته ملامح المستقبل المشرق.

يتصفحون الآن
أخر الأخبار