2025.07.17
تقارير
عكس ريان شرقي.. موهبة مارسيليا تلبي نداء القلب وتختار تمثيل الجزائر

عكس ريان شرقي.. موهبة مارسيليا تلبي نداء القلب وتختار تمثيل الجزائر


حسم المدافع الشاب يانيس سلامي، لاعب أولمبيك مارسيليا الفرنسي، مستقبله الدولي لصالح منتخب الجزائر، بعد أن مثّل في وقت سابق منتخبات فرنسا للفئات السنية، في قرار يعكس وعي الجيل الجديد من مزدوجي الجنسية بأهمية الانتماء والتمثيل الوطني، وهي خطوة تُعد مكسباً ثميناً للكرة الجزائرية.

البداية من قسم الهواة

سلامي، من مواليد 2008 بمدينة ليون الفرنسية لأبوين جزائريين، نشأ كرويًّا في بيئة فرنسية تنافسية، حيث تنقّل بين عدة أندية للهواة قبل أن يخطف الأنظار بفضل موهبته الاستثنائية في خط الدفاع. وقد مثل منتخبات فرنسا تحت 16 و18 عاماً، وشارك في كأس العالم تحت 17، ليُعد أحد أبرز مواهب جيله في أوروبا.

لكن في تحول مفاجئ، قرر اللاعب تغيير جنسيته الكروية، وتقدم بطلب رسمي إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الذي وافق بدوره على تمثيله للمنتخب الجزائري، ليصبح مؤهلاً بشكل قانوني للمشاركة في الاستحقاقات المقبلة بقميص "الخضر".

موهبة لافتة وتطور سريع

بدأ سلامي مسيرته في أندية مغمورة مثل مانسييه وسانت بريست، قبل أن يلتحق بنادي مارينان جينياك، حيث برز في دورات الفئات السنية، ما لفت أنظار كشافي نادي أولمبيك مارسيليا. انضم اللاعب إلى أكاديمية النادي الجنوبي سنة 2021، وتمت ترقيته بسرعة إلى فريق تحت 17 سنة، ثم إلى فريق تحت 19 سنة سنة 2023.

في موسمه الأخير، شارك في 35 مباراة، مساهماً في 3 أهداف بين صناعة وتسجيل، وأثبت قدراته في قيادة خط الدفاع بذكاء تكتيكي وهدوء كبير.

عقد احترافي ومستقبل واعد

أمضى نادي مارسيليا العام الماضي عقدًا احترافيًّا مع سلامي يمتد حتى سنة 2027، في إشارة واضحة إلى مكانته داخل مشروع النادي المستقبلي، ويُتوقع أن يتم تصعيده قريبًا إلى الفريق الأول، خاصة في ظل مراقبة الطاقم الفني له عن كثب، وتصاعد الحديث داخل أروقة النادي عن "المدافع الهادئ" الذي يمثل مستقبل الخط الخلفي.

التحاق مرتقب بالمنتخب الجزائري لأقل من 20 سنة

ينتظر أن يظهر سلامي لأول مرة بألوان الجزائر يوم 4 جوان المقبل، خلال المواجهة الودية التي ستجمع منتخب الجزائر لأقل من 20 عامًا بنظيره التونسي بمدينة عنابة، تحت إشراف المدرب الجديد رزيق نادر، الذي أبدى إعجابه الشديد بقدرات اللاعب خلال متابعته لأشرطة مبارياته.

وسيشكل التحاق سلامي، إلى جانب لاعبين آخرين محترفين مثل زايد بتقة ويانيس سوفيكتيس، حجر الأساس لبناء منتخب قوي قادر على المنافسة قاريًّاً، وربما يكون نواة مستقبلية للمنتخب الأول.

وبقراره اختيار الجزائر، يكون يانيس سلامي قد اختار التحدي الوطني، واضعًا موهبته في خدمة مشروع كروي طموح، يراهن على الشباب والمغتربين، وبين تجربة فرنسية احترافية، وانتماء جزائري أصيل، يبدو أن "محارب الصحراء" الجديد يسير بخطى واثقة نحو كتابة اسمه ضمن أبرز المدافعين في قادم السنوات.

يتصفحون الآن
أخر الأخبار