2025.10.13
فسيفساء
(أُشبِهُني.. ولن أعتذر)

(أُشبِهُني.. ولن أعتذر)


كان عليّ أن أعتذرَ لأشْباهِي

فأنا المُتأرجِحةُ بينَ أن يكونوا الـ "نُهى"

أو لا يكونوا

أن يكونوا على قدرِ الطِّيبةِ المُتعَبة

أن يكونوا على قدرِ الوَجعِ

الأناقة المناسبة له

أو على قدرِ الانتظار العَذْبِ

 على شُرُفات الهوى

هل كان عليَّ أنْ أُرْشِدهم إلى الطُّرُق المُتعَرِّجة

التي لا تُوصِل أحيانًا إلى أيّ شيء

أو أنّ النِّسيانَ وثيقةُ الوقتِ

يَجعلهم أقْوى

لكنها المَتاهة الحمقاء

بين مدٍّ وجَزر

بين نايٍ ودُفٍّ

بين الـ "نهى" وروحها

كان عليَّ أن أعتذر لأشْباهي الأربعين

فما الوردُ دائمًا يُعطي نكهةَ الحبِّ

ولم أكن لأفرحَ بِجَديلتي إنْ لم يَضفِرها ابن قلبي

وكان عليَّ أنْ أُخبِرهم بأنَّني أقْتنِصُ السَّلامَ

أُهادِنُه

أُعانِدُه 

وأسعى إليه

وأنّ الشَّعرَ الأبيضَ وسيلةُ النَّقل إلى قلبي

هل كان عليَّ أنْ أدُلَّهم على تَناقُضاتي

وأنَّني أُحاوِرُني

وأحيانًا لا أعرِفُني

لكن الذي يُعزِّي اعتذاري

ويبعثُ فيَّ عدَم الخوف عليهم

أنِّي ورَبِّي على صلةٍ وثيقةٍ

لم يترك يَدي يومًا

وأنِّي أحِبُّه

وأنَّه أوَّلُ وآخر أسْفاري

يتصفحون الآن
أخر الأخبار