2025.10.13
فسيفساء
من روحي إليه.. ثلاثة نصوص من ديوان \

من روحي إليه.. ثلاثة نصوص من ديوان "أنامل صوفية"


من روحي إليه...

يؤلمُكَ الانتظارُ وأنتَ من حكمتَ بهِ

وتؤلِمُني الثواني التي كانت تمرُّ دهرًا في غيابِكَ

كنتُ أُلمِّعُ الساعةَ ببريقِ كلماتِكَ علَّها تشفعُ لي عندَ مفترقِ الوجعِ

ألبسُ الذكرى التي كانت تعُجُّ بنا علَّها تأتِيَني بكَ

أفتعلُ ابتسامتي اللامبالِيَةَ

أتجاهلُ عُرْيَ روحي المنتفخةَ كبالونٍ يخشى حتى إبهامي

وأُواسي صدري بمسحةٍ عليهِ

أُهدِّئُ من روعِهِ

وأهمسُ لهُ:

لا عليكَ، ستلتقي معهُ عندَ التحامِ الشفتَيْنِ

كنتُ أنا هنا

وأنا هناكَ

وأنتَ هناكَ

وكنتَ طيفًا متمرِّدًا لا يكترثُ لكلِّ هذا الضجيجِ

......

من روحي إليه...

وكأنني المسيحُ، أحملُ الخطايا التي تأبى عن تركِ الإنسانِ وشأنهِ

يا رفيقِي

هذا العالمُ سيئٌ جدًّا، لا يستهويني البقاءُ فيهِ

ينقصهُ الحُبُّ

لا.. عفوا.. أقصدُ

ينقصهُ الكثيرُ الكثيرُ من الحُبِّ

كانَ العالمُ بمِثابَةِ القِشَّةِ التي قَصَمَتْ ظَهْرَ قلبي، حتى خيَّلَ إليَّ بأنني لم أعدْ أُؤمِنُ بالوجوهِ

كلُّ الوجوهِ باحثةٌ عن هُدنَةٍ حتميةٍ معَ الاستثناءِ

لربما كانَ أيضًا النَّمرودُ مَن ألقى بي في نارِ الهَوى، لكنَّني لستُ بطهْرِ إبراهيمَ ولا أُشبههُ إلا بتسليمي بِرُبُوبِيَّةِ رَبِّي ومحبَّتي لهُ؛ فكيفَ يَنْقِذُنِي رَبِّي مِن هذهِ النيرانِ التي تَجتاحُ خَلْجَلاتِ صَدْرِي الغريبةِ الأطوارِ؟

وأتساءلُ:

هل سنستعيدُ أرواحَنا المُتَناثِرةَ بينَ أزقَةِ الأرواحِ أم أنَّ الغُرباءَ يَمْتَهِنونَ التَّعبَ حتى آخرِ رَمقٍ لهم على هذهِ الأرض؟

.....

من روحي إليه..

لم أكُن أُجيدُ وضعَ علاماتِ التعجُّبِ والاستفهامِ في آخرِ اللقطاتِ من مشاهدِ العمرِ.

كانتْ تَتَهافَت عليَّ جُزافًا ولم أحرِص على فَكِّ شِيفراتِها، فأنا أقطعُ الشَّعرةَ التي تكادُ تَرْميني بقَعْرِ المجهولِ ولا ألتفِتُ إلى ما يَحملُهُ قِلَّةُ الوِصالِ من أَسًى، حيثُ النَّجاةُ المُكلَّلَةُ بالشقاءِ أَخَفُّ وَطأةً من الخسارةِ المَقطوعةِ أوصالُها.

جئتَ أنتَ...

جئتَ مُحَمَّلًا بالكثيرِ من الأجوبةِ وذِكْرياتٍ ادَّخرتَها بينَ ضلوعِكَ، فكيفَ تَسَنَّى لكَ معرفةُ وجهِ أبي وإضافةُ الكثيرِ على مُحَيَّاهُ الذي يَعُجُّ بالنَّقاءِ.

كنتَ تَعُدُّ خُصلاتِ شعري الليليَّ شَعرةً شَعرةً وتُقاوِمُ نَزفَ ما تَبَقَّى منِّي كي تجمعَهُ بقلبي من جديدٍ.

تَعلَمُ أنَّ الهوى يَحكمُ اللهُ بهِ دونَ غيرِهِ، ووِجْهَةُ قلبِكَ ثابتةٌ لأعوامٍ مضتْ

يتصفحون الآن
أخر الأخبار