أعلن سيف الإسلام القذافي، نجل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، الثلاثاء عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، أن أنصاره تمكنوا من تحقيق انتصار كبير في انتخابات المجالس البلدية، مشيراً إلى أن هذا النجاح يمثل المرة الثانية على التوالي التي يحقق فيها هذا الإنجاز.
وقال سيف الإسلام: "بنصر وتمكين من الله العزيز القدير.. نكتسح وللمرة الثانية على التوالي نتائج الانتخابات البلدية".
وشهدت الانتخابات، التي جرت يوم السبت الماضي في بلديات الزاوية المركز والوسط والغرب والشمال، إضافة إلى بئر الغنم وصبراتة وصرمان شمال غرب ليبيا، متابعة رسمية من المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، التي أعلنت اليوم النتائج الأولية لثماني بلديات.
تجدر الإشارة إلى أن المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية شملت 58 بلدية من أصل 143، واختتمت في 16 نوفمبر 2024، فيما انطلقت المرحلة الثانية في 16 أغسطس الجاري، على أن تُستكمل المرحلة الثالثة في الربع الأخير من العام الحالي.
وأوضحت المفوضية أنه جرى تعليق العملية الانتخابية في بعض البلديات حتى 23 أغسطس بعد تعرض عدد من مكاتبها لاعتداءات من مجهولين في 16 أغسطس، مؤكدة أن عملية الاقتراع انتهت وبدأت عملية الفرز لانتخابات 26 مجلسًا بلديًا ضمن المرحلة الثانية، مع تسجيل نسبة مشاركة بلغت نحو 71 بالمئة، ما يعكس حماس المواطنين وتفاعلهم مع هذه الانتخابات المهمة.
وفي تحليل للوضع، يرى الخبير السياسي عبد النور بن قندوز أن اكتساح سيف الإسلام القذافي في هذه الانتخابات يعكس واقع النفوذ القبلي والسياسي في المنطقة الغربية. وقال: "بعد سنوات من الفوضى وعدم الاستقرار، رأى الليبيون أن حقبة معمر القذافي كانت أكثر استقرارًا مقارنة بما عاشوه بعد سقوط النظام، خصوصًا مع ظهور الفصائل المسلحة وتدخل قوى أجنبية عبر دعم خليفة حفتر للجهة الشرقية من البلاد".

الخبير السياسي قندوز عبد النور _جامعة مستغانيم_ الجزائر
وأضاف الخبير: "سيف الإسلام القذافي، بصفته ابن معمر القذافي، ما يزال يحتفظ بمكانة رمزية في المخيلة الجماعية لليبيين، خصوصًا في المنطقة الغربية، وهذا الاكتساح يعد أمرًا طبيعيًا في ظل الرغبة الشعبية في استعادة الاستقرار والحياة الطبيعية دون تدخل خارجي".
وتعكس النتائج الأولية للانتخابات البلدية رسالة واضحة مفادها أن الكثير من الليبيين يعتبرون ما شهدته البلاد خلال ما يُعرف بالربيع العربي تجربة أثبتت محدودية جدواها، وأن الحلول المحلية هي الخيار الأكثر قبولاً بالنسبة لهم.

