2025.10.13
سياسة
موريتانيا تنفي مزاعم مدير \

موريتانيا تنفي مزاعم مدير "رابطة ضباط الأمن الدولي الروسي" ألكسندر إيفانوف حول تحويل البلاد ممرًّا للأسلحة الأوكرانية


أصدرت وزارة الخارجية الموريتانية بيانًا رسميًا، الاثنين، تعلق فيه على مزاعم تداولتها بعض وسائل الإعلام الأجنبية حول دور موريتانيا كممرّ لأسلحة أوكرانية متجهة إلى جماعات مسلّحة تنشط في منطقة الساحل. ووصفت الحكومة هذه الادعاءات بأنها غير مدعّمة بأي دليل ملموس، مؤكدة ضرورة توضيح الموقف بشكل لا لبس فيه.

وأكدت الحكومة الموريتانية رفضها القاطع لهذه المزاعم، مشيرة إلى أن البلاد تحارب التطرف العنيف منذ أكثر من عقد، وأن أمنها الداخلي مرتبط بشكل وثيق بأمن محيطها الإقليمي. واعتبرت أن أي زعزعة للاستقرار في دولة مجاورة ستنعكس سلبًا على موريتانيا نفسها، مشددة على التزامها بمفهوم الأمن الجماعي في منطقة الساحل.

وأوضحت الوزارة أن موريتانيا لطالما دعمت جيرانها بصمت بعيدًا عن الاستعراض الإعلامي، عبر تقديم الدعم اللوجستي، وتبادل المعلومات الحساسة، والقيام بالوساطات الهادئة في فترات الهشاشة والاضطراب.

موقف موريتانيا من الصراع الروسي–الأوكراني

في سياق الصراع الروسي–الأوكراني، شددت الحكومة الموريتانية على التزامها بالتعددية وبميثاق الأمم المتحدة، مؤيدة الحلول السلمية للنزاعات ورافضة الانخراط في صراعات المحاور والتجاذبات الجيوسياسية.

وأوضحت أن تصويتها في الجمعية العامة للأمم المتحدة يعكس هذا النهج: حيث دعمت القرار الذي يدين المساس بسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، بينما عارضت تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان، اعتقادًا منها بأن العقوبات وسياسات العزل لا تحل الأزمات بل تطيل أمدها.

وزير خارجية موريتانيا يستقبل نظيره الروسي العام الماضي في نواكشوط (أرشيفية)

وأكد البيان أن هذا الموقف لا يعكس ازدواجية، بل وضوحًا في التفكير، مستندًا إلى التاريخ الطويل للعلاقات مع موسكو منذ عام 1965، مقابل علاقات حديثة ومحدودة مع كييف، وأن الخيارات الموريتانية لا تتأثر بالمساعدات أو الضغوط، بل تعكس عمق الروابط التاريخية واتساق المواقف المبدئية.

رد على تصريحات مسؤول روسي

جاءت هذه التوضيحات بعد تصريحات أدلى بها مدير «رابطة ضباط الأمن الدولي» الروسي، ألكسندر إيفانوف، والتي ذكر فيها أن أوكرانيا تنفذ أعمالًا سرية في بعض الدول الأفريقية، بما فيها موريتانيا، تشمل تهريب أسلحة وتدريب مقاتلين. وأشار إيفانوف إلى أن مدرّبين أوكرانيين موجودين في مالي والسودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد لتنسيق هجمات ضد القوات الحكومية. كما ذكر أن الطائرات المسيّرة Mavic3 المزوّدة بأنظمة إسقاط أوكرانية تُقدّم للمتمردين في الساحل مع تدريبات على استخدامها.

مدير "رابطة ضباط الأمن الدولي الروسي" ألكسندر إيفانوف

في المقابل، شددت موريتانيا على موقفها الثابت بالتمسك بخط واضح: قلة في الكلام وكثرة في الأفعال، ووفاء دائم للمبادئ، مع اعتماد دبلوماسية قائمة على التحفّظ في الأسلوب والصلابة في المبدأ، معتبرة أن الاستقرار مسؤولية جماعية تشارك فيها كل الدول الإقليمية.

 

 

 

 

 

 

يتصفحون الآن
أخر الأخبار