من وهران إلى تيبازة إلى الطارف مرورا ببجاية، تتقدم الجزائر بخطوات متسارعة نحو تعزيز الأمن المائي، وضمان تزويد مواطنيها بالماء الشروب عبر تحلية مياه البحر والاحتفاظ بالمياه الباطنية لقادم الأجيال. حيث أعلن رئيس الجمهورية وهو يدشن ثالث أكبر محطة تحلية بمدينة الطارف –ضمن مخطط من 5 محطات كبرى- أنه سيتم إنجاز 5 أو 6 مشاريع جديدة لتحلية مياه البحر سنة 2026 من أجل تغطية 62 بالمائة من الحاجيات الوطنية خارج المياه الجوفية. وكان مجمع سوناطرك الذي يتولى إنجاز هذه المشاريع الضخمة قد أعلن عشية الذكرى الـ 54 لتأميم المحروقات عن بدء مرحلة التدفق الأولي للمياه بمحطة تحلية مياه البحر تيغرمت بولاية بجاية، حيث تُعد هذه المرحلة الخطوة الأولى لتشغيل المحطة ووضعها قيد التجريب التقني الشامل، تمهيدًا لتوجيه الكميات الأولى من المياه المحلاة إلى شبكة التوزيع حسب بيان للشركة. وأعطى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إشارة تشغيل مصنع تحلية مياه البحر بكدية الدراوش بولاية الطارف. وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمصنع 300 ألف متر مكعب يوميا، ما يعادل 300 مليون لتر في اليوم الواحد. وأكد رئيس الجمهورية، أن مصانع تحلية مياه البحر العملاقة التي تم إنجازها مؤخرا بولايات وهران تيبازة الطارف بومرداس وبجاية هي شرف للجزائر المنتصرة. وقبل 5 أيام أعطى الرئيس تبون من مدينة فوكة بولاية تيبازة ، إشارة بداية تشغيل ثاني أكبر مصنع لتحلية مياه البحر في الجزائر “فوكة-2” بولاية تيبازة بطاقة 300 مليون لتر يوميا. وحينها أكد الرئيس المدير العام لسوناطراك، رشيد حشيشي، أن محطة تحلية مياه البحر فوكة 2 “تندرج ضمن الرؤية الاستشرافية للسلطات العليا للبلاد لتحقيق الأمن المائي، مشيرا إلى أن هذا الإنجاز الذي تم في آجال قياسية لا تتعدى 25 شهرا يعكس حجم الجهود المبذولة والتعبئة الكبيرة للموارد البشرية والمادية المُجنَّدة من طرف مجمع سوناطراك”. وعقب متابعته عرضا حول سير أشغال إنجاز مصنع تحلية مياه البحر "كدية الدراوش "بولاية الطارف الذي أشرف على تدشينه، قال رئيس الجمهورية "شكرا لكل العمال والإطارات والمسؤولين عن هذه الجدارة في إنجاز هذه المشاريع الضخمة منهم السادة وزير الدولة وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة ووزير الري والرئيس المدير العام لسوناطراك وكل من ساهم من قريب أو بعيد في تجسيد وإنجاز هذه المشاريع العملاقة". وأكد رئيس الجمهورية أن هذه المشاريع الضخمة والعملاقة هي "كلها شرف للجزائر المنتصرة وأتمنى أن نتمم كل هذا البرنامج بتدشين مصنعي تحلية مياه البحر بكاب جنات ببومرداس وآخر بجاية" وبهذا -كما أضاف- "تكون الحلقة قد اكتملت من أقصى الغرب إلى أقصى الشرق مرورا بوسط" البلاد. كما أوضح أن هذه "المشاريع العملاقة ستبقى في التاريخ" مضيفا بالقول "دون مبالغة، قليل ما نجد هكذا برامج في دول أخرى لا من ناحية المورد المالي ولا من ناحية الحجم ولا من حيث الإنجاز وأنا فخور جدا بالإنسجام والتكامل الموجود بين الإطارات والعمال الذين اشتغلوا في ظروف صعبة دون التخلي عن التنسيق المحكم". وحضر مراسم تدشين هذا المشروع الاستراتيجي الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، وزير الدولة وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، محمد عرقاب، وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، إبراهيم مراد، ووزير الري، طه دربال، إلى جانب مسؤولي المؤسسات الوطنية المكلفة بالإنجاز والسلطات المدنية والعسكرية لولاية الطارف. وسيضمن هذا المصنع، الذي تم تجسيده بكفاءات جزائرية وتكنولوجية، طاقة إنتاجية تقدر ب 300 ألف متر مكعب يوميا أي ما يعادل 300 مليون لتر يوميا، ما يمكنه من توفير المياه الصالحة للشرب لفائدة ساكنة ولايات الطارف، عنابة، سكيكدة وقالمة.

