في سياق موجة الغضب الشعبي المستمرة في المغرب ضد تطبيع النظام مع الكيان الصهيوني، أطلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي حملة واسعة للتأكيد على رفضهم القاطع لأي علاقة مع الاحتلال، مؤكدين أن هذه الخطوة تتنافى مع إرادة الشعب المغربي وقواه الحية التي ما فتئت تعبر عن مواقفها المناهضة للتطبيع من خلال احتجاجات حاشدة تدعو إلى إسقاط "اتفاقيات العار".
وجاء في بيان لتجمع "مغاربة ضد الصهيون" أن الشعب المغربي بريء من الاتفاقيات التي أبرمها النظام منذ الإعلان الرسمي عن التطبيع في نهاية عام 2020، مستنكرا بشدة استقبال المغرب لجنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي، في وقت يعيش فيه الفلسطينيون تحت نيران إبادة جماعية متواصلة، وهو ما يثير الغضب الشعبي العارم داخل البلاد.
الحملة التي أطلقها التجمع الحقوقي المناهض للتطبيع اتخذت شعار "حنا ماشي هوما" (نحن لسنا هم)، في إشارة إلى التمييز بين إرادة الشعب والموقف الرسمي للنظام. وتم إرفاق هذا الشعار بصور ومشاهد تعبّر عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، من بينها صور للمقاومة، ومظاهرات رافضة للتطبيع، وأخرى لشباب يرفعون الأعلام الفلسطينية ويحرقون العلم الصهيوني، في تعبير رمزي قوي على رفضهم القاطع لأي شكل من أشكال التقارب مع الاحتلال.
وانتشرت أيضا صور توثق توقيع اتفاقيات تطبيعية بين مسؤولين مغاربة وإسرائيليين، إلى جانب صور تُظهر تدريبات لجنود الاحتلال على الأراضي المغربية، فضلا عن منشورات تفضح عددا من الشخصيات الإعلامية والسياسية المغربية التي تبنت خطاب التطبيع، في محاولة لفضحهم أمام الرأي العام.
هذه الحملة عرفت تفاعلا لافتا من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين عبّروا عن رفضهم لمبررات النظام في الاستمرار بهذا المسار، مؤكدين أن المصلحة الحقيقية للمغرب تكمن في الانصات إلى صوت الشعب وقطع العلاقات مع الاحتلال، بدلا من الاستمرار في خرق الإرادة الشعبية بدعوى "المصلحة العليا".

