2025.07.17
الجزائر
 بن جامع: العالم يعيش مرحلة حرجة وحقوق الفلسطينيين تُنتهك دون عقاب

بن جامع: العالم يعيش مرحلة حرجة وحقوق الفلسطينيين تُنتهك دون عقاب


نددت الجزائر، مجددًا، بـ"الصمت المدوي" و"التقاعس غير المقبول" لمجلس الأمن الدولي إزاء المأساة التي يواجهها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ أكثر من عام.

وأكدت أن غياب المساءلة وازدواجية المعايير الدولية شجّع الاحتلال الإسرائيلي على مواصلة حملة الإبادة الجماعية والتدمير الممنهج لحياة الفلسطينيين.

واعتبر ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، في كلمة ألقاها خلال جلسة لمجلس الأمن خُصصت لبحث "الحالة في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية"، أن هذه الجلسة "تشكل خروجًا عن الصمت الذي خيم على مجلس الأمن طوال أكثر من عام، تجاه المأساة التي يرزح تحتها الشعب الفلسطيني".

وأشاد السفير الجزائري بالجهود التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة لتخفيف معاناة الفلسطينيين، لكنه أوضح أنها "لم تؤثر على تعنت الاحتلال المصمم على مواصلة سياسة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي"، مشددًا على أن "فشل المجتمع الدولي ومجلس الأمن في دعم هذه الجهود أضعف تأثيرها".

ازدواجية المعايير

وأضاف بن جامع أن "غياب العمل الجماعي، والمساءلة، وازدواجية المعايير مكّن الاحتلال من التصرف بإفلات تام من العقاب"، معتبرًا أن الوضع الحالي يضع العالم أمام "مرحلة حرجة".

وتساءل المتحدث ذاته: "متى ستتحول الكلمات إلى أفعال؟ ومتى ستُطبّق قرارات مجلس الأمن؟ ومتى سيتوقف القانون الدولي عن أن يكون أداة انتقائية؟ ومتى تُحترم كرامة الشعب الفلسطيني وحقوقه؟".

وأوضح الدبلوماسي الجزائري أن الشعب الفلسطيني، وخصوصًا في غزة، يعاني منذ أكثر من 18 شهرًا من "القتل والتجويع والتهجير والدمار الجماعي"، في ظل غياب أي حماية دولية، مشيرًا إلى أن الاحتلال هو من بين "أشرس القوات" التي يواجهها شعب تحت الاحتلال في العالم.

ولفت إلى أن المجتمع الدولي "فشل في تحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية"، وهو ما شجّع الاحتلال على الاستمرار في سياساته، بل والانتقال إلى مرحلة "تطبيع التهجير الجماعي كاستراتيجية"، مضيفًا أن البعض لا يزال يرفض إدانة الهجمات العشوائية ضد المدنيين رغم فداحة الأرقام.

أسوأ كارثة إنسانية

وسلط ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، الضوء على تقارير المفوض السامي لحقوق الإنسان، التي تشير إلى أن "جميع الضحايا في 36 هجومًا أخيرًا كانوا من النساء والأطفال"، ما يبرهن على وجود "استهداف متعمد" للمدنيين، وليس مجرد أضرار جانبية.

وأكد المتحدث ذاته، أن هذا الاستهداف "يتم بتوجيه مباشر من أعلى السلطات السياسية والعسكرية الإسرائيلية"، وهو ما يستوجب المساءلة أمام القانون الدولي، لا سيما أن غزة تشهد حاليًا "أسوأ كارثة إنسانية" منذ أكتوبر 2023.

وأشار بن جامع إلى أن سكان غزة يعتمدون كليًا على المساعدات الإنسانية التي انقطعت بالكامل منذ فرض الاحتلال حصارًا تامًا على دخول المساعدات في 2 مارس الماضي، موضحًا أن برنامج الأغذية العالمي أعلن نفاد مخزونه في القطاع.

تصريحات الاحتلال الوقحة

وانتقد بن جامع ما وصفه بـ"تصريحات وقحة" لوزير الدفاع لدى الاحتلال الإسرائيلي الذي أقر بأن منع المساعدات الإنسانية "يُستخدم كسلاح للضغط على المقاومة"، متسائلًا: "في أي عالم يُستخدم التجويع كسلاح دون عواقب؟".

وحذّر من خطورة الوضع في الضفة الغربية المحتلة، حيث تتواصل عمليات التوسع الاستيطاني وتهجير السكان وهدم المنازل والاعتقالات التعسفية، في ظل اعتداءات متكررة من ميليشيات المستوطنين المسلحة، والتي تنفذ هجماتها بحماية من قوات الاحتلال.

وأكد بن جامع أن "حلم إقامة الدولة الفلسطينية بات يبدو وكأنه يتلاشى"، لكن الفلسطينيين، رغم عقود الاحتلال والمعاناة، "لم يستسلموا"، وهم متمسكون بحقوقهم الوطنية المشروعة.

وختم السفير الجزائري بالقول: "بدعم المجتمع الدولي، وبفضل صمودهم وثباتهم، سيحقق الفلسطينيون حقهم غير القابل للتصرف في تقرير المصير، وسيقيمون دولتهم المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها الأبدية القدس الشريف".

يتصفحون الآن
أخر الأخبار