في إطار المتابعة المستمرة لشؤون قطاع التربية الوطنية، عقد النائب زكرياء بلخير، رئيس لجنة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي والشؤون الدينية بالمجلس الشعبي الوطني، لقاء مع وزير التربية الوطنية خُصص لمناقشة جملة من القضايا التي أثارتها الأسرة التربوية مع اقتراب الدخول المدرسي 2025/2026.
وخلال هذا اللقاء، طرح رئيس اللجنة على الوزير عددا من الملفات التي تشغل الميدان التربوي، من بينها الحركة النقلية للأساتذة، ضبط الخرائط المدرسية، التوظيف والتكوين المستمر، تحسين ظروف التمدرس، ومعالجة ظاهرة الاكتظاظ داخل الأقسام، إضافة إلى مكافحة السلوكيات السلبية التي تهدد الوسط المدرسي.
من جانبه قدم وزير التربية توضيحات دقيقة حول هذه الانشغالات، مؤكدا أن القطاع يسير وفق رؤية إصلاحية شاملة تراعي استقرار الأساتذة وتحسين نوعية التعليم، بما يعزز مكانة المدرسة الجزائرية ويضمن تكريس مبادئ العدالة والإنصاف.
وقد تركز النقاش حول مجموعة من التدابير العملية التي تحولت إلى التزامات فعلية، منها تعزيز الشفافية في الحركة النقلية للأساتذة عبر فتح باب الطعون والإعلان عن النتائج على مرحلتين، إلى جانب إطلاق ورشة لمعالجة إشكاليات الحركة الخارجية خاصة بالنسبة لزوجات الإطارات وأفراد الأسلاك النظامية.
كما تمت مناقشة آليات جديدة لضمان استفادة الموظفين القدامى من المناصب المستحدثة، وتسريع الرقمنة الكاملة لتوزيع المناصب وفق الخرائط المدرسية لتفادي حالات العجز والفائض.
اللقاء تطرق أيضا إلى قضايا أخرى لا تقل أهمية، مثل مراجعة الحجم الساعي لبعض المواد الدراسية لتحقيق التوازن، تعميم رتبة المربي المتخصص في المدارس الابتدائية، معالجة ملف السكنات الوظيفية خاصة في ولايات الجنوب، تقليص نظام الدوامين عبر بناء مؤسسات جديدة، واعتماد معدل 36 تلميذا كحد أقصى في القسم الواحد.
كما جرى الاتفاق بين النائب والوزير على تكثيف برامج التكوين أثناء الخدمة لجميع الفئات، وتوسيع الرقابة الميدانية بزيارات فجائية، إلى جانب تحسين نوعية الوجبات في المطاعم المدرسية وتفعيل المخطط الغذائي الوطني.
من جهة أخرى، شدد اللقاء على ضرورة مواجهة ظاهرة الغياب المتكرر لتلاميذ الأقسام النهائية في الفصل الثالث عبر إجراءات تأديبية، وإعادة النظر في رزنامة التسجيل الاستثنائي لتمكين تلاميذ السنة الأولى ابتدائي من اندماج بيداغوجي أفضل، فضلا عن اعتماد آليات صارمة لمراقبة غياب المديرين دون مبرر، ومحاربة تفشي المخدرات والمهلوسات في الوسط المدرسي.
كما تمت مناقشة ملفات استراتيجية تخص مراجعة مهام مديري التربية، تفعيل مشروع الألواح الإلكترونية، متابعة عمل اللجان المكلفة بالمناهج، ورقمنة الخدمات الاجتماعية.
النائب زكرياء بلخير أكد في ختام اللقاء أن هذه الانشغالات لم تعد مجرد مقترحات بل تحولت إلى التزامات عملية سيتم متابعتها ميدانيا بالتنسيق مع وزارة التربية، مجددا التزامه بمتابعة هذه الملفات بما يخدم مصلحة التلميذ الجزائري ويرفع من مستوى المدرسة الوطنية.
