2025.10.13
ثقافة
هل تصبح \

هل تصبح "لابوبو" Hello Kitty الجيل الجديد؟


وسط موجة الاهتمام العالمي المتزايد بثقافة البوب، برزت دمية "لابوبو" كظاهرة ثقافية وتجارية لافتة، تخطت كونها لعبة أطفال إلى ما يشبه الرمز الفني في الثقافة المعاصرة.

هذه الشخصية ذات الأنياب البارزة والملامح غير المألوفة أثارت موجة واسعة من الجدل بين الإعجاب والريبة، وفرضت نفسها بقوة في الأسواق العالمية.

تعود أصول "لابوبو" إلى تصميم الفنان التايواني Kasing Lung، ضمن سلسلة "The Monsters" التي أنتجتها شركة Pop Mart الصينية. 

وتُباع هذه الدمى وفق آلية "الصندوق المفاجأة" (Blind Box)، ما يضيف بُعدًا نفسيًا من الإثارة والغموض، ويشجع على الشراء المتكرر بحثًا عن النسخ النادرة.

وفي تطوّر لافت، أعلنت شركة "بوب مارت"، التي تتخذ من بكين مقرًا لها، أن أرباحها في النصف الأول من سنة 2025 مرشحة للارتفاع بنسبة لا تقل عن 350%، مع تضاعف إيراداتها أكثر من ثلاث مرات. وتُقدَّر قيمتها السوقية اليوم بما يفوق 40 مليار دولار، في مؤشر واضح على النمو الهائل الذي تحققه هذه الصناعة.

لكنّ هذا النجاح لم يكن فقط بفعل التصميم أو الاستراتيجية التسويقية المعتمدة، بل ساهم فيه أيضًا عدد من المؤثرين الرقميين، الذين لعبوا دورًا حاسمًا في تحويل "لابوبو" إلى ترند عالمي. فقد شهدت منصات مثل تيك توك وإنستغرام ويوتيوب انتشار محتوى واسع النطاق لمراجعات الدمى، "فتح الصناديق"، وتوثيق لحظات اقتنائها، ما خلق حالة من "العدوى البصرية" والرغبة في تقليدهم من قبل جمهور واسع، خاصة من فئة المراهقين والشباب.

وتحوّلت "لابوبو" من منتج تجاري إلى رمز ضمن ثقافة الإنترنت، حيث تماهى المؤثرون مع شخصيتها، ودمجوها في حياتهم اليومية ومحتواهم البصري بطريقة جعلتها حاضرة في الذاكرة الجماعية الرقمية، كما ساهم بعض الفنانين الرقميين واليوتيوبرز في تقديمها كقطعة فنية أكثر منها مجرد دمية للتسلية.

وفي المقابل، يثير هذا الانتشار نقاشًا حول مدى أصالة هذا الاهتمام، وهل هو نتاج ترويج ممنهج تقوده شركات عملاقة ومتعاونون رقميون، أم انعكاس فعلي لتحولات في الذائقة الجمالية لدى الجمهور؟ كما يتساءل البعض عن البعد النفسي والثقافي لشخصية مثل "لابوبو"، التي تجمع بين البراءة والتوحش، وتكسر الصورة النمطية للدمى التقليدية.

وفي النهاية، سواء اعتُبرت "لابوبو" ظاهرة تجارية مؤقتة أو تحوّلًا ثقافيًا عميقًا، فإنها تمثل مثالًا معاصرًا على كيف يمكن للمنتجات الترفيهية، بدعم من وسائل الإعلام الجديدة والمؤثرين، أن تخلق حالة اجتماعية وثقافية تتجاوز حدود الأسواق.

مستقبل "لابوبو"..؟

ورغم النجاح الكبير الذي تحققه دمية "لابوبو" حاليًا، إلا أن مستقبل هذه الظاهرة يبقى محل تساؤل، فهل تستطيع هذه الدمية الصمود أمام تغيرات الذوق العام، وتجنّب مصير الكثير من الصيحات العابرة التي خبا بريقها بسرعة؟ أم أنها ستتحول إلى أيقونة مستدامة في ثقافة البوب، كما حدث مع شخصيات مثل Hello Kitty أو Funko Pop؟

ويعتقد البعض أن استمرار "لابوبو" مرهون بقدرة الشركة المصنعة على تجديد السردية البصرية للشخصية، وتوسيعها إلى مجالات جديدة كالألعاب الرقمية، المسلسلات القصيرة أو التعاون مع علامات أزياء وفنانين. 

يتصفحون الآن
أخر الأخبار