أشرف الأستاذ صلاح بلعيد، رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، مساء الثلاثاء الماضي، على تنصيب لجنة علمية مختصة لرسم خريطة التنوع اللغوي تتولى إعداد أول أطلس لغوي للجزائر. ويهدف هذا المشروع إلى تحديد التوزيع الجغرافي للغات واللهجات المتداولة في المجتمع الجزائري، في خطوة وُصفت بأنها تسد فراغاً علمياً قائماً منذ عقود.
مقاربة علمية ومنصة رقمية
تتكون اللجنة من أساتذة مختصين في اللسانيات ومهندسين في الإعلام الآلي، وستعمل على إعداد منصة علمية رقمية توثّق أماكن انتشار اللغات ونطاق استخدامها عبر مختلف ولايات الوطن.
تحقيقات ميدانية لرسم خريطة دقيقة
بحسب بيان المجلس، ستتم الاستعانة بتحقيقات ميدانية تشمل جمع كلمات وتعبيرات ونطقها من مختلف المناطق، ما سيسمح برسم خريطة تكشف بدقة توزع اللهجات واللغات. كما ستكون المنصة بمثابة سجل صوتي علمي يوثّق هذا التراث اللغوي.
مشروع استراتيجي لحماية الهوية
وأكد المجلس أن الأطلس اللغوي الجزائري مشروع استراتيجي يهدف إلى الحفاظ على التراث اللغوي الوطني، وتقديم قاعدة بيانات علمية للباحثين، وإبراز غنى وتنوع الهوية الجزائرية.
تكامل مع جهود المحافظة السامية للأمازيغية
ويأتي هذا المشروع مكملاً لجهود المحافظة السامية للأمازيغية التي أعدت سابقاً أطلساً لغوياً يحدد مناطق انتشار الأمازيغية وتحدياتها. غير أن مشروع المجلس الأعلى للغة العربية يشمل جميع اللغات المتداولة في الجزائر، ما يتيح صورة أشمل عن الواقع اللغوي الوطني.
إضافة نوعية للمعرفة العالمية
يُذكر أن اليونسكو تصدر منذ 1996 أطلساً عالمياً للغات المهددة بالانقراض، وآخر إصدار لها كان في 2023. ويرى خبراء أن مساهمة الكفاءات الوطنية في هذا المشروع ستقدم رؤية أكثر دقة وشمولية، استناداً إلى دراسات وتحقيقات ميدانية واقعية.
