إنّ أكبر خيانة يُمكن أن يرتكبها الإنسان في حقّ نفسه وأهله ومجتمعه ودينه ألّا يكون وفيًّا لاسمه، خاصة إذا كان يحمل اسمًا من أسماء الأنبياء والرُّسل عليهم السلام. وتكون الخيانة أكبر وأخطر عندما يكون هذا الإنسان في موقع مسؤولية يستوجب الأمانة والإخلاص والنّزاهة.. فيُفترض بمن تسمّى باسم النبيّ محمد - صلى الله عليه وسلّم - أن يكون على قدرٍ كبيرٍ من الخُلق في القول والسّلوك والمعاملة والعمل، من باب الوفاء لهذا الاسم الذي قال الله تعالى في صاحبه نبيّنا أكرم الخلق أجمعين "وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ" (القلم، الآية: 4). إنّ الوفاء لأسمائنا مسؤوليةٌ أيضًا، فلا يُعقل أنّ مَن يحمل اسمًا جليلا مثل اسم "محمد"، يقوم بأعمال منافية للأخلاق ومسيئة لجوهر الإسلام، بل إن بعضا مِمّن يحملون اسم "محمد" ذهبوا إلى حدّ العبث بالمقدّسات الإسلامية، ومناصرة أهل الظلم والطّغيان، والتنكّر للمسلمين والمستضعفين، ومنهم من عمل على ابتداع دين جديد! وليت هؤلاء "المُحمّدون" تحلّوا ببعض الجرأة والشجاعة وخلعوا عنهم اسم "محمد"، إكرامًا للنبيّ محمد صلى الله عليه وسلّم، واحترامًا لمليارين من المسلمين منتشرين في جهات الأرض الأربع. وليت هؤلاء "المحمّدون" اختاروا - على الأقل - تغيير أسمائهم على الطريقة "القبرصيّة"، فقد نشرت مجلة "الهلال" المصرية، في شهر ماي 1934، مقالا عن الأسماء جاء فيه: "وفي بعض أنحاء قبرص أسماءٌ يُقال لها: (قطن على صوف)، أي أنها مزيج من أسماء مسيحية وأسماء إسلامية، كقولهم: ميخائيل محمد، وجورج مصطفى، ونقولا عثمان..". ربّما تحتاج هذه الطريقة "القبرصية" إلى بعض التعديل حتى تنسجم مع "المحمّدين" من أنصار الديانة الجديدة "الإبراهيمية"، فتصير الأسماء: قطنًا على صوف على خيش، فيُقال مثلا: أفيخاي ميخائيل محمد، أو موردخاي جورج محمد.. وطبعا نحن ندعو إلى خلع اسم محمدٍ عن أمثال هؤلاء الناس مِمّن خانوا أسماءهم وتنكّروا لما فيها من معاني ودلالات وقِيَم، بل نحن ندعو إلى إقامة "محكمة الأسماء" تختصّ بتجريد الإنسان من اسمه - الديني - إذا ما أساء لقيمته ومعناه! ولن نتساءل: كم محمّدًا وإبراهيم وعيسى وموسى وإسحاق ويعقوب.. سيُجرّدون من أسمائهم؟ لن نذهب إلى أبعد من ذلك وندعو إلى ما دعا إليه أحد الأمريكيين بالاستغناء عن الأسماء وتعويضها بالأرقام تمامًا مثل المساجين، وربّما إنّ هذا الأمر يُحقّق العدالة والمساواة بين جميع البشر ولن يكون هناك كيلٌ بمكيالين ولا خيانة للأسماء! وفي هذا السياق، نشرت مجلة "الهلال"، في العدد المذكور سابقا، قائلة: "ولمّا كانت الأسماء في العالم قد تعدّدت حتى بلغت مئات الألوف، فقد اقترح أحد الأميركيين على دولته سنّ قانون للاستغناء عن الأسماء بأرقام معيّنة تلافيًا لكثير مِمّا يقع من الالتباس"، وهنا نستذكر الصرخات التي أطلقها إخوتنا الفلسطينيين في وجه العالم: لسنا أرقامًا! ربّما لن يطول الزّمن ويصير الإنسان في المجتمع المعلوماتي مجرّد رقم أو "كود بار".. من يدري؟! لن ننجرف أكثر خلف هذه الأفكار التي ستسوقنا حتمًا إلى قراءة مقولة: "لكل إنسان من اسمه نصيب".. فإن كانت هذه المقولة تعني الإنسان المُسلم وحده، فلا عجب أن يأتي أولئك "المحمّدون" بما يُناقض جوهر الإسلام! نعم، لن ننجرف أكثر ونترك للقارئ أن يستغرق في قضيّة الأسماء على ضوء الأفكار والرؤى والمعلومات التي أفاض بها باحثونا وكُتّابنا الأفاضل حينما توجّهت إليهم جريدة "الأيام نيوز" بهذه التساؤلات: اختيار الأسماء للمواليد من القضايا التي قد تبدو صغيرة وهيّنة ولكنها كبيرة وخطيرة وقد تؤثّر على مستقبل الأبناء واندماجهم في مجتمعهم. ويحدث أن يُنكر الأبناء أسماءهم ويخجلون منها لا سيما عند البنات اللواتي قد يؤثّر الاسم في زواجهن ويكون سببًا في رفض الزواج بهن.. والأمر يمتدّ إلى مجالات الأدب والفنون، فيلجأ الأدباء والفنانون إلى "اختراع" أسماء شهرة تُخفي أسماءهم الحقيقية، أو يلجؤون إلى النشر بأسماء مستعارة لاعتبارات عديدة منها عدم "اقتناعهم" بأسمائهم.. هل تعتبرون اختيار أسماء المواليد ثقافةً قائمة بذاتها ولها أصولها التي يجب مراعاتها؟ وماذا عن التوجّه إلى اختيار أسماء غريبة عن الثقافة العربية مثل اختيار أسماء من مسلسلات أجنبية؟ وما مدى تأثير ذلك على الثقافة المجتمعية مستقبلا؟ وماذا عن اختيار الأدباء والفنانين لأسماء شهرة أو الكتابة بأسماء مستعارة؟ وما هي تجربتكم في تسمية أبنائكم؟ وهل تذكرون حكايات عن تسمية الأبناء بتسميات غريبة للحفاظ عليهم من الموت والحسد.. وفقا للاعتقادات الشعبية؟ عزيزي القارئ أنت لك رأيٌ أيضًا في قضيّة الأسماء، ويسعدنا أن تفيدنا به وتعبّر عنه من باب الوفاء لاسمك أو للأسماء الأصيلة التي نتوجّه إلى الانسلاخ عنها إذا لم نتدارك الأمر ونؤسّس لما نُسمّيه: وعي الأسماء!




-
الصفات الحميدة: كثيرٌ من الأسماء كانت تُختار لتعبّر عن صفات محبوبة مثل "كريم" الذي يدلّ على الجود والسخاء، و"شجاع" الذي يدل على الشجاعة.
القوة والشجاعة: كانت الأسماء مثل: أسد، ليث، صقر.. تُستخدم للدلالة على القوة والشجاعة، وهي صفات مُحبّبة في المجتمع القَبَلي العربي.
الجمال والطبيعة: أسماء مثل: ورد، زهرة.. وتشير إلى الجَمال والرقّة، بينما "نجم" و"قمر" تعكس الجمال السماوي.
الارتباط الديني: الأسماء مثل: عبد الله، عبد الرحمن، محمد.. تحمل دلالات دينية مرتبطة بالله ورسوله، وهي أسماء شائعة في التراث العربي الإسلامي.
الرجاء والأمل: مثل: أمل، رجاء.. تعبّر عن التطلع نحو مستقبل مشرق، بينما أسماء مثل: سعيد، فرح.. تعبّر عن السعادة والسرور.
الحيوانات والصفات المرتبطة بها: استخدام أسماء الحيوانات كان شائعاً، مثل: فهد، نمر، للإشارة إلى الشجاعة والذكاء وسرعة البديهة.
-
الارتباط بالله وأسمائه الحسنى: الأسماء مثل: عبد الله، عبد الرحمن، عبد الرحيم.. وتشير إلى العبودية لله وتوحيده، وهي من الأسماء المُستحبّة في الإسلام لأنها تذكِّر بالله تعالى وصفاته.
الأنبياء والرُّسل: مثل: محمد، إبراهيم، يوسف، موسى، عيسى.. وترتبط بالأنبياء والرُّسل الذين وردَت قصصهم في القرآن، وهي تحمل معاني النبوَّة، والصبر، والإيمان، والفضيلة.
صفات حميدة ومفاهيم إيجابية: مثل: نور، هدى، رحمة، سلام.. تعبّر عن صفات إيجابية وروحانية مُحبّبة في الإسلام، فهي تشير إلى الهداية، والنور الإلهي، والرحمة الإلهية، والسلام.
أسماء أماكن وأحداث: بعض الأسماء تشير إلى أماكن أو أحداث مهمّة ذُكرت في القرآن مثل: بدر (غزوة بدر)، صفا، مروة (الصفا والمروة).
الرمزية الدينية والأمل: مثل: جنّات، فردوس.. تشير إلى الجنة وما تحمله من وعد للمؤمنين بالنعيم الأبدي، بينما "صابر" و"شكر" ترتبط بالصبر والشكر كقيم أساسية في الدين الإسلامي.
أسماء النساء الصالحات: أسماء مثل: مريم (والدة النبي عيسى) تحمل قدسية خاصة، حيث ذُكرت في القرآن كمثال للطهارة والتقوى.
-
1. الأسماء المستحبة: كان النبي صلى الله عليه وسلم يفضل الأسماء التي تحمل معاني العبودية لله، مثل: عبد الله، عبد الرحمن، فقد قال: "إنَّ أحب أسمائكم إلى الله، عبد الله وعبد الرحمن" (رواه مسلم).
2. أسماء الأنبياء والرُّسل: أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بتسمية الأبناء بأسماء الأنبياء، فقد قال: "تسمّوا بأسماء الأنبياء" (رواه أبو داود). وذلك لأنها تحمل في طيّاتها معاني الفضيلة والإيمان والصبر.
الأسماء التي تعبّر عن معانٍ إيجابية: مثل "حسن" و"حسين"، وهما اسما حفيدي النبي صلى الله عليه وسلم، ويعنيان الجمال والخير، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُفضّل الأسماء التي تحمل معاني الجمال والأخلاق الرفيعة.
تغيير الأسماء ذات المعاني السيئة: كان النبي صلى الله عليه وسلم يغيّر الأسماء التي تحمل معاني غير محمودة أو سيئة، مثلما غيّر اسم "عاصية" إلى "جميلة"، وقال: "إنكم تُدعَون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم، فأحسنوا أسماءكم" (رواه أبو داود).
الأسماء المرتبطة بالشجاعة والقوة: كان العرب يستخدمون الأسماء التي تدل على القوة والبأس، وقد أقرّ النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأسماء مثل: "أسد" و"حمزة"، نسبة إلى سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب.
الرمزية الدينية: الأسماء التي تعكس معاني دينية وروحانية مثل: "نور" و"هدى"، كانت مُحبَّبة لأنها تعكس الإيمان والهداية.
-
الهوية الثقافية والاجتماعية
-
2. الرمزية والدلالات النفسية
-
التأثير التاريخي والأسطوري
-
الرمزية الاجتماعية والسياسية
-
الجوانب اللغوية والإبداعية




