تواصل قوات الاحتلال الصهيوني عدوانها الوحشي على قطاع غزة الفلسطيني، حيث أسفر القصف المستمر عن استشهاد وإصابة مدنيين أبرياء في انتهاك صارخ للقوانين الدولية. ورغم التفوق العسكري الصهيوني، واصلت المقاومة الفلسطينية تصديها لقطعان "جيش" الاحتلال، فقد أعلنت كتائب القسام عن تنفيذ عملية نوعية ضد الجنود الصهاينة في بيت لاهيا، محققةً إصابات بين القتلى والجرحى في صفوفهم، بالإضافة إلى استهداف دبابة إسرائيلية بقذيفة مضادة للدروع. وعلى الجبهة اللبنانية، تصاعدت الهجمات التي تشنها المقاومة، حيث أطلق حزب الله 350 صاروخًا على الكيان، ما أجبر 4 مليون إسرائيلي إلى التزام الملاجئ، في حين استمرت غارات الاحتلال على الضاحية الجنوبية لبيروت. بث "جيش" الاحتلال الصهيوني أمس الاثنين مشاهد تظهر إصابة أحد جنوده في الاشتباكات الضارية مع فصائل المقاومة الفلسطينية بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة. وأظهرت الصور جنديا صهيونيا مصابا كان متحصنا داخل إحدى الآليات العسكرية، ومحاولات حثيثة لسحبه إلى الخارج وهو ينزف دما. ووسط حالة من القلق والارتباك بين الجنود الصهاينة، جرت محاولة إسعاف ميدانية أولية للجندي المصاب ثم حمله عبر نقالة يدوية إلى مروحية عسكرية حطت بالقرب من المكان. وبمقابل هذا المشهد المزري إسرائيليا، تواصل فصائل المقاومة بغزة وفي مقدمتها كتائب القسام بث مشاهد مصورة بشكل دوري توثق تفجير آليات عسكرية صهيونية بعبوات ناسفة وقذائف مضادة للدروع. وتتضمن لقطات القسام أيضا استهداف قوات صهيونية راجلة بقذائف مضادة للأفراد والتحصينات، إلى جانب كمائن محكمة وعمليات قنص. بدورها، تصف وسائل الإعلام الإسرائيلية القتال في مخيم جباليا وبيت لاهيا شمال القطاع بأنه "ضار وصعب"، في حين قدرت القناة الـ13 أن خطة الاجتياح البري الجديدة في شمال غزة التي بدأت مطلع أكتوبر الماضي ستستمر عدة أسابيع أخرى. ويوم الخميس الماضي، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إن الرقابة العسكرية أعلنت حتى الآن مقتل 29 جنديا في معارك شمال غزة، مؤكدة أن 3 ألوية تابعة للفرقة 162 تقاتل في جباليا. وعلى جبهة لبنان، أعلن "الجيش" الصهيوني -أمس الاثنين- رصد إطلاق 20 صاروخا من لبنان باتجاه منطقة الجليل الغربي شمالي فلسطين، ي حين قال حزب الله إنه قام في يوم واحد بإطلاق 350 صاروخا تجاه الكيان، بينها 17 على مستوطنة تل أبيب، متسببا في دخول نحو 4 ملايين إسرائيلي للملاجئ. كما قال مراسلو الإعلام الحربي إنه جرى إطلاق 8 صواريخ من جنوب لبنان باتجاه الجولان السوري المحتل، وأشارت الجبهة الداخلية الصهيونية إلى أن صفارات الإنذار دوّت في عدة بلدات شمال الجولان عقب رصد إطلاق الصواريخ. في غضون ذلك، تجددت الغارات الصهيونية على ضاحية بيروت الجنوبية واستهدفت مباني في حارة حريك. وكانت الطائرات الحربية الصهيونية قد كثفت غاراتها ليلا على مناطق واسعة في الضاحية، كما استهدفت بلدات عدة في جنوب لبنان. ويأتي ذلك في وقت أعلن فيه حزب الله قصف مقر قيادة لواء غولاني شمالي مدينة عكا، وقصف آليات وجنود صهاينة في بلدات ومستوطنات على طرفي الحدود. وقال الحزب إنه قصف قاعدة شراغا، المقر الإداري لقيادة اللواء، شمالي مدينة عكا. كما أعلن استهداف دبابة ميركافا بصاروخ موجه غربي بلدة شمع، مما أدى إلى تدميرها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح. وفي وقت سابق، ذكر الحزب أنه قصف برشقة صاروخية تجمعا لقوات صهيونية في مستوطنة ميرون، ومثلّث دير ميماس كفركلا جنوبي لبنان. كما أعلن استهداف قوة من "الجيش" الصهيوني تحصنت بمنزل في أثناء انسحابها من ببلدة البياضة جنوبي لبنان، موقعا أفراد القوة بين قتيل وجريح. طلب رئيس أركان لواء "غولاني" في جيش الاحتلال العقيد في الاحتياط، يوآف يروم، إعفائه من الاستمرار في منصبه بعد إصابته بنيران حزب الله، في ظل استمرار المعارك الدائرة جنوب لبنان. وبحسب ما أكدت إذاعة "جيش" الاحتلال الصهيوني، فإنّ طلب يروم من الإعفاء من المنصب جاء في أعقاب مقتل باحث الآثار، زئيف ارليخ والرقيب غور كاهاتي، في كمين المقاومة نفسه الذي أُصيب خلاله يروم إلى جانب قائد سرية في "الكتيبة 13". وفي الـ21 من نوفمبر الجاري، ووفق ما يُسمى بـ "بند سُمح بالنّشر"، أقرّ "جيش" الاحتلال بأنّ كميناً لحزب الله أدى إلى إصابة رئيس أركان لواء "غولاني"، وإصابة قائد سرية في "الكتيبة 13" من اللواء نفسه بجروح خطيرة، إلى جانب مقتل عالم آثار هرّبه قائد "غولاني" إلى جنوبي لبنان ووجندي آخر. وذكر "الجيش" تفاصيلاً مفادها أنّ ياروم، هرّب عالم الآثار الإسرائيلي، المستوطن زئيف أرليخ (71 عاماً)، إلى بلدة شمع اللبنانية، حيث كان يستكشف موقعاً أثرياً، هو مقام "شمعون الصفا". هناك، وبينما كان أرليخ "يستكشف المقام"، نفّذ اثنان من مجاهدي المقاومة الإسلامية في لبنان كميناً ضدّ القوة الصهيونية، بحيث اختبآ داخل المقام، وفتحا النار ليصيبا ياروم، الذي رافق أرليخ، الذي قُتل بدوره مع جندي صهيوني. أعرب مستوطنون شمالي فلسطين المحتلة عن غضبهم تجاه رئيس الإرهابي بنيامين نتنياهو، في ظل حديث عن اتفاق عند الجبهة مع لبنان. وانتقد المستوطنون هناك تصريحات نتنياهو، التي يدّعي فيها تحقيق "نصر مطلق"، بينما نشروا مقاطع فيديو يظهر فيها مجاهدو حزب الله في الخلفيّة. وتوجّه المستوطنون في انتقاداتهم إلى نتنياهو بالقول: "تخلّيتم عنا بوعود فارغة، دماء سكان الشمال ستكون على يديك". وفي سياق متصل، أكد رئيس "منتدى" مستوطنات ما وُصفت بخط المواجهة مع لبنان، موشيه دافيدوفيتش، أنّ حكومة الإرهابي نتنياهو "تبرم اتفاقات من فوق رأسنا، من دون قدرتنا على العودة بأمان وهذا الأهم"، مضيفاً "نريد العيش بأمان، وهذا لم تعطِه لنا الحكومة". وفي حديث مع "القناة 12" الإسرائيلية، نقل دافيدوفيتش ما خلّفته الحرب في المستوطنات الشمالية، حيث "الطرقات مدمّرة"، وقد قضت الحرب على المعيشة والاقتصاد والسياحة والزراعة هناك. وفي وقتٍ سابق، انتقد بدوره محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئل، الأوضاع في الشمال، موضحاً أنّه "بينما تستمر مفاوضات وقف إطلاق النار في لبنان، فإنّ شعور المستوطنين بالأمن الشخصي يقوّضه تزايد وتيرة القصف من لبنان وامتدادها اليومي إلى وسط الكيان" وأضاف أنّ "خلاصة القول هي واحدة، ألا وهي أنّ الحياة في الشمال لا تزال معطّلة كلياً، فيما التشويش اليومي ينزلق أيضاً نحو الوسط".