2025.07.17
رياضة
\

"حب فوق العادة".. من هم جمهور "الألتراس" (Ultras) وما هي مبادئهم؟


"نحن نحب الإثارة.. نحن نحب الانفعال والصراخ.. نحب الإحساس العارم بالنصر وآلام الهزيمة.. نحن نحب الصعود إلى القمم عند الفوز والهبوط إلى السهول عند التراجع والسعادة التي لا يمكن للمال شراؤها.. ونحبّ الضربات المؤلمة.."، هذا ليس خطابا يردّده أعضاء في نادي قتال وليس شعارا تتبنّاه منظمة سرية، إنه ببساطة مقطع من أغنية لروابط مشجعي كرة القدم الذين يطلق عليهم اسم «الألتراس» التي ظهرت في خمسينيات القرن الـ20 ـ وتحديداً في أوروبا الشرقية، قبل أن تنتقل إلى دول العالم الأخرى ـ وهي جماعة لم تبقَ مجرّد روابط تمثّل مشجعي فرق كرة القدم ـ سواءً في البطولات المحلية أو القارية أو حتى في المونديال ـ بل تجاوزت إلى ما هو أكثر من ذلك. فبعد اتساعها، وضعت خططها التنظيمية الخاصة، وتفردت بهتافاتها المشتركة وأغانيها التي تمجد لعبة كرة القدم بغض النظر عن التنافس على الربح والخسارة بين فرق "الألتراس" أنفسهم. فتشجيعهم لفرقهم يختلف عن إعلانهم الصريح والصاخب بشغفهم بلعبة كرة القدم الجماعية والجماهيرية. من هم وماذا يفعلون؟ "الألتراس"، هي مجموعات تشجع فريقاً رياضياً بعينه، لها شعاراتها وأغانيها الخاصة، ولديها كذلك مبادئ منظمة مثل ضرورة حضور أكبر عدد ممكن من المشجعين للمباريات بغض النظر عن المسافة والتكلفة، والتشجيع وقوفا طيلة مدة المباراة، إلى جانب الوفاء للمجموعة وعدم مغادرتها. ويطلق عليهم اللاعب رقم 12 في لعبة كرة القدم، وذلك بقدرتهم على التأثير في مجرى المباريات، وبمتابعتهم لفرقهم حيث ذهبت، وبتشجيعهم المستمر طوال فترة المباراة، أما عن معنى كلمة ألتراس “Ultras” فهي كلمة لاتينية ومعناها "المتطرفون في الحب." ما أنواع مشجعي كرة القدم؟ يقسّم الباحث محمد جمال بشير، جماهير أكثر الرياضات شعبية حول العالم - كرة القدم -حسب ولائهم لفرقهم لعدة أنواع.

    جمهور النتائج: وهي الجماهير التي تساند فرقها حسب نتائجهم، فإن فازوا تحمسوا لتشجيعه، وإن خسروا قل حماسهم هذا. جمهور التلفاز: وهي من أقل الفئات دعمًا لفرقها، حيث العلاقة بالفريق قائمة من خلال التلفاز فقط، سواء المباراة، أو برامج التحليل بعدها. الجماهير العادية: ولا تذهب تلك الجماهير كل مباريات الفريق، وتذهب فرادى في بعض المباريات. روابط المشجعين الكلاسيكيين: على الأغلب يؤسس تلك الروابط مجالس إدارات الأندية، ويمكن وصفهم بـ “يمين المشجعين” حيث عادة ما يكونوا كبارًا في السن وبوق مجالس الإدارات، وهم من يتم دعوتهم لحضور المناسبات المختلفة وقد يتلقوا أموالًا بطرق شرعية أو غير شرعية. الهوليجانز: وهم مشجعي كرة يتخذون من العنف والشغب بالملاعب عقلية وأسلوبًا ضد الخصوم. الهولز: هم بلطجية كرة القدم، وهم غير مهتمين بكرة القدم أكثر من اهتمامهم بتحقيق مكسب مادي من ورائها. التورسيدا والألتراس: في البداية كانت مجموعات التورسيدا وظهرت أول ما ظهرت في البرازيل، والتورسيدا هي أقدم تجمعات للمشجعين والتي خرج من عبائتها الألتراس، إلاّ أن أسلوبها في التشجيع كلاسيكي ويميل للبساطة على الأغلب، فتستخدم الأعلام والبالونات بدلاً من الشماريخ والألعاب النارية مثلاً.
أول ظهور للألتراس في العالم؟ نادرًا ما تجد فريق كرة في أوروبا الآن بلا ألتراس له، أما عن البداية فكما ذكرنا، يمكن اعتبار الألتراس وليد مشجعي التورسيدا، والتي بدأت في البرازيل في الأربعينات، أما عن أول الروابط التي أطلقت على نفسها “ألتراس” فعلى الأغلب هي مجموعة “The boys” المحسوبة على فريق الأنتر، وقد بدأت بإطلاق هذا الاسم على نفسها في ستينيات القرن الماضي. دخول الألتراس للعالم العربي؟ دخلت كرة القدم الوطن العربي وإفريقيا علي يد المحتل الأجنبي، إلاّ أن عشقها واعتبارها اللعبة الأولى في البلاد كان رغبة ذاتية من شعوب المنطقة، ويمكننا اعتبار “روابط التشجيع الكلاسيكية” هي النواة الأولى لروابط الألتراس في العالم العربي، إلاّ أن أول فرقة ألتراس بالعالم العربي وشمال إفريقيا كانت في ليبيا، سنة 1989، وهو ألتراس “دراجون” المساند لنادي الاتحاد الليبي، حيث اتخذت من التنين شعارًا لها، إلاّ أنه تم حلها بعد أسبوعين فقط. متى وكيف بدأ الألتراس في مصر؟ بعد حل ألتراس دراجون في ليبيا كان أقرب ظهور للألتراس مرة ثانية في الوطن العربي في تونس، وذلك عام 1998 علي يد ألتراس “افريكان وينر” والتي سرعان ما اختفت حتى ظهرت عام 2002 من جديد ليستمروا في تشجيع فريقهم النادي الأفريقي التونسي. ثم ثالث البلاد العربية التي ظهر الألتراس بها تأتي المغرب، بمجوعة “La Clik Celtic” عام 2004 والتي كانت تشجع نادي الرجاء. وعلى ذلك كان دخول الألتراس لمصر متأخرًا، إلاّ أن أبرز ما مهد لظهوره كان موقع كرة يحمل اسم النادي الأهلي أطلقه مصريون محبون للنادي من خارج مصر سنة 1996، ومنتدى ثري بالنقاشات الكروية يتبع ذلك الموقع كان سببًا في ظهور رابطة “ALU” وهي اختصار لاسم “اتحاد محبي الأهلي” وقد قاموا بتنفيذ أول دخلاتهم عام 2001 أثناء مبارة الأهلي مع الريال مدريد في الاحتفال بمئوية النادي. ثم ظهر موقع آخر في 2005 تكونت على إثره رابطة أخرى وهي “AFC”، وهو نفس الوقت الذي ظهرت فيه رابطة “زمالك تي في” لتشجع نادي الزمالك، وصولًا لآخر مسمىً وظهور لألتراس الفريقين “ألتراس أهلاوي”، و”ألتراس وايت نايتس” في 2007. ما أساسيات الألتراس في عملية التشجيع؟ هناك مبادئ عديدة تميز الألتراس عن غيره من جماهير كرة القدم العاديين أثناء المباريات أهمها:
    عدم التوقف عن الغناء والتشجيع طوال المباراة. عدم الجلوس طوال المباراة، حيث الهدف هو التشجيع والمؤازره لا المشاهدة والمتابعة. الترحال خلف الفريق، ففرد الألتراس يحضر كل مباريات الفريق أيًا كانت التكلفة والمسافة. الولاء للكورفا والباش، والكورفا هي مكان جلوس بالملعب، يتميز بانخفاض تكلفة تذاكره، وهو غالبًا يقع بمدرجات الدرجة الثالثة شمال المقصورة، أما "الباش" فهو لافته كبيرة تمثل شعار المجموعة، وتعتبره مجموعات الألتراس ممثلاً لشرف المجموعة.
 كيف هو هيكل مجموعات الألتراس؟ "الألتراس" يظهر وحدة متكاملة في المباريات، إلاّ أنها تحمل بداخلها روح خلية نحل بكم من المهام والتفاصيل، وعلى ذلك سنجد على سبيل المثال بداخله مجموعات كمجموعة تنظيم الرحلات، مجموعة التمويل، مجموعة تصميم الدخلات، مجموعة التصوير والتوثيق، مجموعة الدعم التكنولوجي، وتعتمد تلك المجموعات على خبرة أفراد الألتراس الحياتية العادية في هذه المجالات. عقلية الألتراس (Ultras) تستخدم مجموعات “الألتراس” مصطلحات خاصة بها لا يفهمها إلاّ أعضاء الألتراس، من بينها مصطلح “الباتش” Batch أي “اللوجو” الخاص بالألتراس، وهو عبارة عن لافتة يصل كبيرة طولها إلى 10 أمتار أحيانا تحمل شعار المجموعة وألوان الفريق، ويتم اختيار الشعار بعناية من قبل الأعضاء ويعلق بالمدرجات للتعريف بهم. وهناك مصطلح “التيفو TIFO“وهي كلمة ايطالية تعني “المشجع”، وهي عبارة عن دخلة تقوم بها مجموعة الألتراس لتعبر عن رأي أو فكر وغالبا تكون في بداية المباراة. وهناك كذلك مصطلح “روح الالتراس” Ultras Spirit، حيث تعتقد مجموعات الألتراس حول العالم في وجود ما يسمى بروح الالتراس، وهي روح يولد بها أعضاء الالتراس، ولا يكتسبوها مهما حدث، ويصفونها بأنها "تلك الروح المقدامة المثابرة العاملة في صمت وجهد لتحقيق أهداف عظيمة لا يتم إنجازها"، إلا إذا انصهرت أرواح أفراد المجموعة في كيان واحد تحت علم ناديها” ضد الجميع من وسائل الإعلام التي تهاجمهم باستمرار، وضد الفرق المنافسة وأحيانا ضد المخربين من أبناء النادي أنفسهم. ولذا تطلق مجموعات الألتراس على نفسها “خط الدفاع الأخير” الذي يدافع عن كرامة واسم النادي الذي ينتمون إليه، ويحملون على عاتقهم الحفاظ على الصورة المشرفة لجماهير ذلك النادي الذي عشقوه وترجموا هذا العشق بأفعال يشهد الجميع بها. ما هي أدواتهم في التشجيع؟ تتفنن مجموعات "الألتراس" في الأدوات التي تستخدمها في تشجيع فرقها، إلاّ أن أهم تلك الأدوات هي:
    الطبول والدفوف الميكروفون: ويتولاه كابو الفريق ليردد أفراد "الألتراس" الهتافات وراءه. الأعلام: ومنها الفردية التي تستخدم في الدخلات، ويحملها مشجع واحد وعادةً ما تحمل رسالة ما، ثم الأعلام العملاقة الطويلة والتي تركب على عصي السنانير، ويستمر التلويح بها طيلة المباراة. الشرائط الملونة: ويستمر إطلاقها طيلة المباراة أحيانًا. ملابسهم نفسها، بالكتابة عليها، أو بتوحيد الزي لكي يكون كلمة ما أثناء الاصطفاف. الشماريخ والألعاب النارية.
 ما هي مصادر تمويلهم؟ وهي أحد الألغاز التي يراها المشاهد العادي أمرًا محيرًا، وتختلف باختلاف شكل التكوين، فجمعيات روابط المشجعين تحصل على دعمها من أموال النادي ومن رجال الأعمال الرعاة للنادي، أما الهوليجانز المشاغبون في الدول الغربية فيعتمدون على الحانات ونوادي القمار والخمور كتمويل لهم. إلاّ أن "الألتراس" كان قرارهم هو الاستقلال المادي بعيدًا عن أي مسبب قد يفرض عليهم أمرًا، فيعتمدون على التمويل الذاتي ويساعدهم في ذلك بيع بعض المنتجات كالقمصان والوشاحات والكوفيات -وسابقاً- الاسطوانات التي تحتوي على أغاني المجموعة.

يتصفحون الآن
أخر الأخبار